تناول الدواء يفرض الوصفة الطبية أولا

إن لتناول الدواء شروطا لا يمكن تجاهلها، ولا غض الطرف عنها، لأن هذا غالبا ما يؤدي إلى عواقب خطيرة جدا، وأحيانا قد يسبب الوفاة فجأة.

كل أنواع الأدوية العديدة والمختلفة، كمضادات الآلام ومضادات الحمى ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية والمنشطات والمهدئات أو الهرمونات..إلخ، لها إيجابياتها ولها سلبياتها، ويمكن وصفها في بعض الحالات، ويُمنع وصفها في كثير من الحالات.
يتردد عدد من الناس على الصيدليات لاقتناء دواء أو عدة أدوية، من أجل التخفيف عن ابن أو أحد أفراد العائلة الذي يعاني من مرض ما أو مجرد عرض أو جرح أو حمى..إلخ، ولا يتردد الصيدلي في تسليمهم الأدوية المطلوبة، وهذا طبعا ليس تصرفا حكيما، بل مغامرة قد تفوت أحيانا بسلام، لكن كثيرا ما يحدث العكس. ونشاهد، في أغلب الحالات، تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض أخرى، أو تفاقم المرض أو حتى الوفاة.
إن تناول دواء، ما مهما كان نوعه أو الغرض من تناوله، دون استشارة الطبيب، ودون وصفة طبيبة، هو تصرف غير عقلاني مآله الندم لا محال. لأن أغلب أنواع الأدوية، مهما كانت بسيطة، كالبراسيتامول مثلا الذي يتناوله العام والخاص في كل المناسبات وكل الفرص، لا تخلو من المضاعفات من جهة، ومن المفعولات الإضافية من جهة أخرى، ثم من ردود فعل الشعور لهذا الدواء. البراسيتامول دواء يخفف من الأوجاع وينزل الحمى هذا صحيح، لكن يجب أن لا تنسى أن لهذه المادة الكيمياوية مفعولات جانبية قد تصبح خطيرة، كالحساسية المفرطة للمادة من قِبل الشخص وإصابته بالطفح الجلدي أوالشرى (الأورتيكار)، أو أيضا بتراجع عدد الصفائح الدموية الأمر الذي يعرّض صاحبها إلى الجلطات الدموية أو تضرر الأوعية الدموية، وهي مصدر السكتة القلبية والحوادث الوعائية المخية وغيرها، أو قد تسبب مضاعفات كعجز الكلى أو إتلاف التحاليل الدموية.. إلخ.
كما يمنع منعا باتا تناول البراسيتامول من قِبل الشخص الذي يعاني من تضرر الكبد أو الكلى، أو من الحساسية المفرطة للمادة، وأيضا بالنسبة للحاملين لبعض الأمراض أو الذين يتناولون دواء ما لا يجب خلطه مع هذه المادة.. إلخ، وهي حالات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ويحسب لها ألف حساب قبل تناول هذا الدواء، وتفادي ما قد ينجر عن هذا السلوك اللاحضاري، والذي يعتبر جهلا ومغامرة في حكم المجهول.
الشيء نفسه بالنسبة للمضادات الحيوية، التي تشترى وتباع، للأسف، تماما مثل الخبز أو الحلوى، جاهلين كل الأضرار الناجمة عن تناول هذه الأدوية ''المعجرة''، إذا ساء استعمالها.