العنب وفوائده
العنب (Grape) ثمرة ناعمة القشرة, لبيّة, عصيرية, تنمو على شجرة
خشبية, وتظهر على عناقيد يوجد فيها عادة ما بين ست ثمرات إلى ثلاثمائة
ثمرة. يتفاوت لون ثمار العنب بحسب أصنافه وتكون ألوانها إما سوداء أو زرقاء
أو بنفسجية أو ذهبية اللون تميل إلى الخضرة أو بيضاء.
وضحت الأحافير المكتشفة لبذور العنب وأوراقه أن الإنسان كان يأكل العنب
ويتغذى عليه منذ عصور ما قبل التاريخ، في الحضارات السورية القديمة وعرف
منذ آلاف السنين في الحضارات السورية القديمة والرومان ,المصريون القدماء,
وقد دل على ذلك النقوش والرسومات التي اكتشفت في سوريا واليونان والتي وجدت
في المعابد والتي يعود تاريخها إلى 2440 ق.م.
فوائد العنب
يعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة وقد عرف
منذ قدم الزمان حيث تناوله الصينيون والهنود رغبة في القيمة الغذائية
العالية، ويوجد العنب بالألوان مثل الأبيض الأخضر وكذلك الأسود والأحمر.
القيمة الغذائية للعنب: يتميز العنب بأنواعه باحتوائه على نسبة جيدة من
المواد السكرية سريعة الامتصاص وسهلة الهضم حيث يتركز سكر الجلوكوز وسكر
الفركتوز G Vit بشكل كبير ويتميز كذلك العنب بغنائه بالفيتامينات مثل
فيتامين ج - كما يحتوي على نسبة جيدة من العناصر المعدنية مثل Vit- B وكذلك
فيتامين ب البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم كما يحتوي العنب على مواد ذات
مفعول علاجي حيث يحتوي على مركب يعرف ب وتتميز هذه المادة على تأثيرها
الايجابي في الحد ٍResveratol ريزفيراتول من تصلب الشرايين حيث لها تأثير
مباشر وملحوظ في تقليل نسبة الكولسترول مما تقلل الاصابة بامراض القلب كذلك
(LDL) الدم وخصوصا الكولسترول السيء يوجد في العنب بعض الأحماض التي لها
دور في الوقاية من تراكم الجذور الحرة وبالتالي فيعتبر مضاداً جيداً
للسرطان.
هشاشة العظام والعنب : تشير الأبحاث العلمية ان مرض هشاشة العظام أو ما
يعرف كذلك بوهن العظام من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير في المجتمعات ولا
يخلو مجتمعنا منه الا انه ينتشر بشكل كبير في السيدات حيث تفقد العظام
قوتها وصلابتها وقوامها عندما تبدأ في فقد الكالسيوم الذي يعتبر الوحدة
الأساسية لبناء العظام والمحافظة عليها ويتحكم الهرمونات بشكل مباشر في هذه
العملية والتي تبدأ بشكل واضح ومباشر عندما تبلغ السيدات سن اليأس أو
انقطاع الدورة الشهرية وعادة تبدأ في بداية الخمسينات وقد تبدأ قبلها بقليل
عند بعض السيدات وقد تتأخر ولكن تشير الملاحظات انها تبدأ في اواخر
الاربعينات وبداية الخمسينيات عموما عندما تتوقف الدورة الدموية سن اليأس
والتي تنتج من انخفاض هرمون الاستروجين فان العظام تبدأ في فقد الكالسيوم
بالتدرج وللحد من ذلك فان زيادة الهرمون الاستروجين واقصد هنا زيادة تركيزه
في الدم سوف تحد من عملية فقد العظام للكالسيوم مما يعيق أو يقي من
الاصابة بوهن العظام ولحسن الحظ فان العنب يحتوي على معدن البودون الهام
والمساهم في عملية زيادة هرمون الاستروجين لدى الاناث السيدات)(عند بلوغهن
سن اليأس.. وبذلك يعمل هذا الهرمون على الاقلال من التعرض لهذا المرض
الصامت هشاشة العظام في هذه المرحلة السنية حيث كما نعلم ان بداية هذا
المرض تكون غير مصاحبة بأي ألم مما يجعل معرفة انتشاره أو حدوثه صعبة..
ويعمل هذا الهرمون الهام للسيدات هرمون الاستروجين على امتصاص الكالسيوم
والذي يكون في الغذاء عادة ولكن نسبة امتصاصه تنخفض مع تقدم العمر عند
الرجال وعند النساء عموما إلا أن تأثيره عند السيدات أكثر والعمل الذي يقوم
به هرمون الاستروجين مهم جدا في عملية امتصاص بل زيادة امتصاص الكالسيوم
وكذلك زيادة عملية ترسب وإضافة الكالسيوم إلى العظام أو مهم جدا حيث يساهم
بشكل قوي ومباشر في تقوم العظام والحد من هشاشتها وضعفها.. لذلك فان هناك
علاقة غير مباشرة لاستهلاك العنب وعملية قوة وسلامة العظام والحد من مشاكل
هشاشة العظام..
معلومات غذائية
يحتوي كل كوب من العنب (151غ) بحسب وزارة الزراعة الأميركية على المعلومات الغذائية التالية :
السعرات الحرارية: 104
الدهون: 0.24
الكاربوهيدرات: 27.33
الألياف: 1.4
السكر: 23.37
البروتينات: 1.09
زراعة وإنتاج العنب
يجنى من العنب كل عام قرابة الستين مليون طن متري في كل أنحاء العالم,
وطبقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فإن قرابة 75,866 كلم من
أراضي العالم تزرع بكروم العنب, غير أن أغلب هذا المحصول يستخدم في صناعة
الأنبذة وذلك بقرابة 80% من المحصول العالمي, ويسوق ما نسبته 13% من هذا
المحصول ليستهلك طازجاً, بينما تتعد استخدامات البقية الأخرى فتدخل في
صناعة المربيات وصنع العصيرات والتعليب مع فواكه أخرى أو التجفيف لصنع
الزبيب.
تنتج معظم البلاد العربية كميات كبيرة من العنب وتكثر زراعته في كل من
سوريا ولبنان وفلسطين ومصر واليمن والمغرب والجزائر, كما تعتبر الولايات
المتحدة الأمريكية وتركيا من الدول الرئيسية في إنتاج العنب, وتنتج ولاية
كاليفورنيا لوحدها قرابة 90% من إنتاج الولايات المتحدة, ويزرع العنب كذلك
في معظم الدول الأوربية وخاصةً في المتوسطية منها كإيطاليا وفرنسا
وأسبانيا, حيث يعتبر إنتاجها هو الأكبر عالمياً.
أنواع العنب
يوجد نوعان رئيسيان من العنب, وهما العنب الأوروبي أو عنب العالم القديم, وعنب أميركا الشمالية.
العنب الأوروبي يحتكر العنب الأوروبي ما نسبته 95% من أنواع
العنب الموجود في العالم، ويقسمه المزارعون بحسب خصائص معينه إلى عنب
المائدة, وعنب النبيذ, وعنب الزبيب. يتميز عنب المائدة بأن حباته تتميز
بلون فاقع وتكون كبيرة الحجم وحلوة المذاق, ويوجد منه أصناف عديدة أهمها
صنفان هما: (توكي) وتنمو ثماره على عناقيد كبيرة وتكون حمراء اللون,
و(الإمبراطور). وهناك أصناف أخرى لعنب المائدة منها (بيرليه) وهو ذو لون
أبيض مائل للخضرة وعديم البذور, و(فليم) وهو أيضاً عديم البذور ولكن أحمر
اللون. و(ربيه) وهو أسود اللون. من أهم دول العالم المنتجة لعنب المائدة
جنوب أفريقيا والدول الأسيوية كالهند والفلبين وتايلاند وتايوان. بينما
تكون السمة المميزة لعنب الزبيب عديم البذور قشرته الناعمة بعد تجفيفه,
وأكثر أصنافه شهرةًً (طومسون) ويمتاز بلونه الأخضر المائل للون الذهبي
الفاتح, وهناك أصناف أخرى من هذا النوع. أما عنب النبيذ فإن أهم خصائصه
احتواءه على نسبة كبيرة من السكريات الطبيعية وأحماض الفاكهة.
عنب أمريكا الشماليّة يوجد نوعان رئيسيان من عنب أمريكا
الشمالية, وهما 1- فوكس. و2- موسكادين. وكلا النوعين يمكن استخدامه طازجاً
للأكل ولصنع المربيات أو لصناعة الأنبذة, أما التجفيف لصناعة الزبيب فإنهما
لا يستعملان له. وأشهر أصناف عنب الفوكس هو (كونكورد) ويتميز بثماره
بنفسجية اللون وكبيرة الحجم, أما أشهر أصناف عنب الموسكادين فهو
(أسكوبرنوج) وثماره برونزية اللون ومتوسطة الحجم. وهناك نوع آخر من عنب
أمريكا الشمالية غير هذه النوعين, وهي أنواع مهجنة تم إنتاجها بتهجين العنب
الأوروبي وعنب أمريكا الشمالية, ومعظمها تؤكل أيضاً طازجة أو تستخدم
لصناعة النبيذ.