منتدى متوسطة الشهيد بوربيعة الحملاوي التعليمية
ذكرى 16 افريل 701769

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع

ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"

ذكرى 16 افريل 701769
منتدى متوسطة الشهيد بوربيعة الحملاوي التعليمية
ذكرى 16 افريل 701769

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع

ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"

ذكرى 16 افريل 701769
منتدى متوسطة الشهيد بوربيعة الحملاوي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى متوسطة الشهيد بوربيعة الحملاوي التعليمية


 
تعليمية تربويةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاستمع لاذاعة الجزائر
:لتحميل جريدة الشروق .......  .اظغط هنااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 3163375  لتحميل جريدة الخبر :  :...... .اظغط هنااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 ذكرى 16 افريل 3163373  لتحميل جريدة النهار الجزائرية :...... .اظغط هناااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 ذكرى 16 افريل 3163378 لتحميل جريدة الفجر الجزائرية :...... .اظغط هناااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 ذكرى 16 افريل 3163372 لتحميل جريدة صوت الأحرار :..... .ظغط هنااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 لتحميل جريدة الشعب الجزائرية :..... .اظغط هناااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لتحميل جريدة المساء الجزائرية :....... .اظغط هناااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لتحميل جريدة النصر الجزائرية :..... ..اظغط هنااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لتحميل جريدة البلاد الجزائرية :..... اظغط .هناااااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 لتحميل جريدة أخر ساعة الجزائرية :...... .اظغط هناااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 لتحميل جريدة الهداف الجزائرية :........ اظغط .هناااااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615   لتحميل جريدة الشباك الجزائرية : ........ اظغط هناااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لتحميل جريدة الأيــــــام الجزائرية : ....... اظغط ..هناااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لتحميل جريدة الجمهورية الجزائرية :........ .اظغط هنااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 لتحميل جريدة اليوم الجزائرية :...... اظغط هنااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 لتحميل جريدة الأمة العربية : ..... اظغط هنااااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لتحميل جريدة البصائر الجزائرية :....... حمل من هنااااااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615 
ذكرى 16 افريل 384615  لزيارة موقع مديرية التربية لولاية المدية اظغط هنا : اظغط هنااااااااااااااا    ذكرى 16 افريل 384615 لزيارة موقع الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات : اظغط هنااااااااااااااااااااااا  ذكرى 16 افريل 384615    لزيارة موقع المديرية العامة للوظيفة العمومية : اظغط هناااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  . لمعرفة رصيد حسابك ccp . اظغط هنااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لزيارة موقع الهيئات الرسمية كل الوزارات الجزائرية : اظغط هناااااااااااااااا ذكرى 16 افريل 384615  لزيارة الديوان الوطني للتعليم و التكوين عن البعد :  اظغط هناااااااااااااااا 

 

 ذكرى 16 افريل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد نور الاسلام
كبارالشخصيات

كبارالشخصيات
فؤاد نور الاسلام


ذكر
الدولة : الجزائر
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
مبرمج
الجزائر
التقيم : 48
عدد المساهمات : 3242
نقاط : 363297846
تاريخ التسجيل : 15/10/2012

ذكرى 16 افريل Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى 16 افريل   ذكرى 16 افريل I_icon_minitime17.04.14 15:04

ذكرى 16 افريل  صورة 
 Like a Star @ heaven 
ذكرى 16 افريل 10153250_564545823652338_1921136790462380986_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الدين الجزائري
كبارالشخصيات

كبارالشخصيات
صلاح الدين الجزائري


ذكر
الدولة : الجزائر
تاريخ الميلاد : 09/12/1992
استاذ
الجزائر
التقيم : 56
عدد المساهمات : 125
نقاط : 250015
تاريخ التسجيل : 22/12/2012

ذكرى 16 افريل Empty
مُساهمةموضوع: عبد الحميد بن باديس   ذكرى 16 افريل I_icon_minitime18.04.14 1:20

ذكرى وفاة :عبد الحميد بن باديس
 Like a Star @ heaven 
الإمام الجليل العالم الفذ عبد الحميد بن باديس الجزائري
هذه ترجمة العلامة العالم الفذ الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء الجزائريين ورائد النهضة الإصلاحية في الجزائر 

ولد عبد الحميد بن باديس بن محمد المصطفى بن الشيخ المكي بن باديس الصنهاجي الأمازيغي القح بمدينة قسنطينة يوم الخامس من ديسمبر 1889 الموافق لمنتصف ربيع الثاني لعام 1308 هـ.
و أمه هي : السيدة زهيرة بنت علي بن جلول من أسرة عبد الجليل الصنهاجي الأمازيغي القح الشهيرة في مدينة قسنطينة، وكان عبد الحميد الابن البكر لوالديه، أما أبوه فكان نائبا منتخبا في عدة مجالس منها : أنه كان نائبا بلديا و نائبا ولائيا (عماليا) ونائبا في المجلس المالي للولاية العامة، والمجلس الجزائري، وقد اشتغل بالإضافة إلى ذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما، أما ثقافته فقد كانت ثقافة تقليدية دينية، إذ كان يحفظ القرآن كله ويعرف الضروري من علوم الدين... محافظا في مظهره و ملبسه، يحب العلم والعلماء وكان رحماني الطريقة لا قادريا كما زعم البعض .


و من أسلاف عبد الحميد المتأخرين جده لأبيه : الشيخ المكي بن باديس الصنهاجي الأمازيغي القح الذي كان قاضيا مشهورا بمدينة قسنطينة، وقبله النائب الشهير والقاضي أيضا أبو العباس أحمد بن باديس الصنهاجي.

أما من قبلهم من الأسلاف الذين تنتمي إليهم الأسرة الباديسية الصنهاجية فكان منهم العلماء والأمراء و السلاطين، ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى أمجاد القبيلة الصنهاجية الأمازيغية العظيمة، التي أنجبت المعز بن باديس، مؤسس الدولة الصنهاجية التي خلفت الفاطميين على مملكة القيروان، بعدما انتقلوا إلى مصر، وجعلوا عاصمتهم (القاهرة المعزية) نسبة إلى المعز لدين الله الخليفة الفاطمي الذي دخل مصر بالجيوش الأمازيغية الجزائرية من قبيلة كتامة الشهيرة و أطلق عليها إسم القاهرة وبنوا فيها جامعة الأزهر الشريف بقيادة جوهر الصقلي وبأيادي وحماية الكتاميين الأمازيغيين الجزائريين .


ومن رجالات هذه الأسرة الصنهاجية الأمازيغية المشهورين، الذين كان الشيخ عبد الحميد يفتخر بهم: المعز لدين الله بن باديس، الذي قاوم البدعة ودحرها، ونصر السنة وأظهرها، فأزال مذهب الشيعة الباطنية، وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبًا للدولة، وبالتالي انفصل عن الدولة الفاطمية بمصر، وكان ذلك في حدود سنة 404هـ، وقد توفي المعز لدين الله بن باديس في حدود سنة 454هـ.
من هذه الأسرة العريقة انحدر عبد الحميد بن باديس، وفي هذا البيت الكريم نشأ وترعرع معززا مكرما، لا ينقصه شيء من متاع الحياة الدنيا، و كان أبوه يحبه حبا جما و يعطف عليه و يتوسم النباهة وهو الذي سهر على تربيته وتوجيهه التوجيه الذي يتلاءم مع فطرته ومع تطلعات العائلة، كما كان الابن من جهته يجل آباه ويقدره و يبره ويحب عشيرته ووطنه حبا جما كباقي الجزائريين.


ذكرى 16 افريل Ibn_badis
                                                                              شهرة أسرته


عائلة عبد الحميد بن باديس عائلة مشهورة فيالجزائر والمغرب العربي الإسلامي منذ قرون عديدة. فقد لعبت دورا كبيرا في تاريخ المغرب الإسلامي سياسيا، وعلميا، ودينيا منذ القرن الرابع الهجري. وتولى أفراد منها السلطة فيه بعد انتقال مقر الخلافة الفاطمية من القيروان عاصمة إفريقيا والمغرب الأوسط ( الجزائر حاليا )إلى مصر في القرن الرابع الهجري.


فقد اسند الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" السلطة على إفريقيا والمغرب الأوسط (الجزائر) إلى الجد الأول لأسرة ابن باديس وهو الأمير "بلكين بن زيري بن مناد المكنى بأبي الفتوح والملقب سيف العزيز بالله وهو من قبيلة صنهاجة الأمازيغية "البربرية" المشهورة في الجزائر والمغرب الإسلامي حيث تولى الإمارة عام 362 هـ.
ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان يحلو للشيخ عبد الحميد بن باديس أن يفتخر بهم كثيرا "المعز لدين الله بن باديس" الذي تولى الإمارة على إفريقيا والمغرب الأوسط (الجزائر) بعد وفاة والده "باديس بن منصور" في الفترة بين أعوام 406 – 453 هـ، وقد كان مقر حكمه في بداية الأمر في القيروان ثم تحول إلى مدينة المهدية بتونس الشقيقة ابتداءًا من عام 446 هـ. والذي عمل قبل نهاية حكمه على انفصال المغرب الإسلامي سياسيا ومذهبيا عن الخلافة الفاطمية بمصر، وحارب الشيعة الرافضة في إفريقيا والمغرب الأوسط (الجزائر) وقتل دعاتهم في سائر بلاد إفريقيا كما يقول ابن خلدون، وأخذ يحمل الناس على اعتناق المذهب المالكي السني، ونبذ المذهب الشيعي الرافضي وقد نفذ هذا الانفصال بالفعل في حدود عام 433 هجرية على الأرجح وأصبح يدعو على منابر إفريقيا إلى الخلفية العباسي في بغداد "القائم بأمر الله" بدل الدعوة إلى الخليفة الفاطمي بالقاهرة كما كان العمل جاريا عليه في السابق.
والمعروف أن الدولة الصنهاجية الأمازيغية "البربرية" قد حكمت المغرب الإسلامي ما يقرب من 180 عاما (من 362 إلى 543 هـ).
وقد اشتهرت عدة شخصيات من أسرة ابن باديس في العصر الحاضر في ميادين السياسة والعلم.
ففضلا عن والده الذي كان يتولى عدة مناصب سياسية عليا (عضوا بالمجلس الجزائر الأعلى، والمجلس العمالي بقسنطينة) كان عمه "حميدة بن باديس" نائبا عماليا عن مدينة قسنطينة لفترة من حياته في أواخر القرن التاسع عشر واشترك مع ثلاثة من زملائه النواب في عام 1891 في كتابة عريضة بأنواع المظالم والاضطهادات التي أصبح يعانيها الشعب الجزائري في أواخر القرن التاسع عشر الميلاد من الإدارة الاستعمارية والمستوطنين الأوروبيين الذي استحوذوا على الأراضي الخصبة من الجزائريين وتركوهم للفقر والجوع وقاموا بتقديمها إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الذي حضر إلى الجزائر من أجل البحث وتقصي الأحوال فيها كي يقدمها بدوره إلى الحكومة الفرنسية وأعضاء البرلمان الفرنسي في باريس وذلك بتاريخ 10 أفريل سنة 1891 أي بعد ولادة عبد الحميد بن باديس بحوالي ثلاثة سنوات فقط.

     حياة التعلم

بدأ حياة التعلم في الكتاب القرآني ككل الأطفال بالطريقة المألوفة المعروفة عند الجزائريين خاصة والمغاربة عامة، على الشيخ محمد المداسي حتى حفظ القرآن عليه، وسنه ثلاثة عشرة سنة. ولشدة إعجابه بجودة حفظه، وحسن سلوكه، قدمه ليصلي بالناس التراويح في رمضان بالجامع الكبير سنتين أو ثلاثا، وتلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي عبد المؤمن على مشايخ أي شيوخ أجلاء من أشهرهم العالم الجليل الشيخ حمدان الونيسي الجزائري ابتداء من عام 1903 الذي حبب إليه العلم، ووجهه الوجهة المثلى فيه، وهو من أشهر تلاميذ العلامة الشيخ عبد القادر المجاوي الجزائري، شيخ الشيوخ في مدينة العلم والعلماء قسنطينة، ثم في العاصمة الجزائرية الذي ترك أثرا طيبا في المتخرجين على يده .


و لما بلغ عمره الخامسة عشرة زوجه أبوه بإحدى قريباته التي انجب منها ولدا سماه إسماعيل، عاش حتى حفظ القرآن و قبل أن يوجهه أبوه لطلب العلم، توفي في حادث مفاجئ في 15 من رمضان عام 1337هـ الموافق لـ14 جوان 1914م .


و في سنة 1908 عزم أستاذه الشيخ الونيسي على الهجرة إلى المشرق العربي حين ذاق ذرعا بالحياة تحت وطأة الحكم الفرنسي الطاغي، و لشدة تعلق عبد الحميد بأستاذه قرر السفر معه أو اللحاق به مهاجرا في طلب العلم، غير أن آباه لم يوافقه على ذلك ووجهه إلى طلب العلم في تونس الجارة الشقيقة.


                       رحلته إلى تونس الشقيقة
  
و نظرا لما كان يبدو عليه من فطنة و نباهة و ميل إلى الجد في فترة التعلم التي سبقت ذهابه إلى تونس حرس أبوه على إرساله إلى جامع الزيتونة العريق ليكمل تعليمه و يوسع معارفه، فسافر إلى تونس في نفس العام الذي هاجر فيه أستاذه (الونيسي) إلى المشرق تاركا الزوجة والولد في كفالة والديه، وسنه إذ ذاك تسعة عشرة عاما. وبعد ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد تحصل على شهادة التطويع (كما كانت تدعى حين ذاك) عام1911 وقد نجح في امتحان التخرج نجاحا باهرا، إذ حصل على الرتبة الأولى ضمن قائمة جميع الناجحين في تلك الدورة، و كان الطالب الجزائري الوحيد الذي تخرج في دفعة تلك السنة من الجامع الزيتونة المعمور، و بقي بعد التخرج سنة أخرى يدرس و يدرس على عادة المتخرجين في ذلك العهد.

وهناك في تونس خلال المدة التي قضاها في التعلم تعرف على كبار العلماء، وأخذ عنهم الثقافة العربية الإسلامية وأساليب البحث في التاريخ والحياة الاجتماعية، من أمثال الشيوخ : محمد الصادق النيفر قاضي الجماعة، ومحمد الطاهر بن عاشور شيخ الإسلام بلا منازع، والعلامة الصدر محمد النخلي القيرواني التونسي، والعلامة الخضر بن الحسين الجزائري التونسي، والمفتي محمد بلحسين النجار، والشيخ البشير صفر، وكان لكل واحد من هؤلاء تأثير خاص في جانب من جوانب شخصية عبد الحميد ابن باديس، كما ذكر ذلك في مناسبات عديدة.

فقد تأثر كثيرا ببعض المشايخ الذين وجد في آرائهم وأفكارهم وأساليب تعليمهم ما يلائم طبعه وتطلعه، و ميله إلى الاجتهاد و استعمال العقل ،مثل الشيخ محمد النخلي الذي كان دائما يذكره ويثني على منهجه في التدريس، كما تأثر ببعض الأفكار الإصلاحية التي بدأت تروج في تونس بعد زيارة الشيخ الجليل محمد عبده لها.



ذكرى 16 افريل Z

و في أثناء هذه الفترة جرت أحداث جسام في العالم مثل : سقوط الخليفة العثماني (السلطان عبد الحميد)، وهجوم إيطاليا الصليبية على الجارة الشقيقة ليبيا بهدف احتلالها، واستيلاء فرنسا على الجار الشقيق المغرب الأقصى بمقتضى إمضاء وثيقة الجناية عام 1912، والمظاهرات التي جرت في تونس والتي نتجت عنها مواجهات دامية بين المواطنين التونسيين و الفرنسيين بسبب قمع السلطات الفرنسية لهذه المظاهرات ...كل هذه الأحداث كان لها تأثير قوي في نفسية عبد الحميد بن باديس، و لكنها لم تثن عزمه عما كان يفكر فيه، وهو البحث عن الطرق والوسائل التي تخلص بلاده مما تعانيه من استبداد و اضطهاد وحرمان، بل زاده ذلك مضاء وعزما وإمعانا في البحث عن الأساليب التي تمكنه من خدمة بلاده وبعث اليقظة والوعي في نفوس أبنائها ورأى أن أساس ذلك كله هو تربية الشعب وتعليم الأجيال
. عودته من تونس الشقيقة


اد الشاب عبد الحميد بن باديس إلى بلاده الحبيبة الجزائر – بعد أن أكمل تعلمه في تونس الشقيقة والذي استمر أربع سنوات كما مر بنا – عاد يحمل شهادة التطويع (العالمية) واستقبله أبوه في محطة القطار كما يستقبل العلماء والأعيان، كان مغتبطا أشد الاغتباط بنجاحه وبعودته، ولما انتهيا إلى المنزل صاح الأب بأم البنين آن لك أن تزغردي يا أم عبد الحميد فقد عاد ابنك عالما ليرفع من قيمة عائلته وأمته، ويزيدهما مجدا وشرفا ،فأطلقتها الأم زغرودة عالية دوت أصداؤها في أرجاء البيت الفسيح، وقد أثر هذا الاستقبال في عبد الحميد بن باديس أيما تأثير، فقد ظل يذكره بكثير من الاعتزاز... فقد حدث طلابه ذات يوم (في أواسط الثلاثينات) عن قيمة العلم والعلماء في نفوس شعبنا الجزائري الأبي، وذكر لهم أن الشعب عندنا يقدر العلماء تقديرا كبيرا، لا فرق بين عامة الناس وخاصتهم، ثم قال : يجب أن تعرفوا هذا وتؤمنوا به وتقدروه قدره، فأنتم اليوم طلاب علم، وغدا ستصبحون علماء، ينظر إليكم الشعب نظرة إكبار وتقدير، وينتظر منكم أن تكونوا قدوته في الخير، فإياكم أن تخيبوا أمله... واستشهد على ذلك بشواهد منها تقدير أبيه له، وفرحة أمه والزغرودة التي عبرت بها عن هذه الفرحة والتي كانت تعبيرا صادقا عن فرحة العائلة، " إن تلك الزغرودة التي قابلتني بها أمي يوم عدت من تونس ما تزال ترن في أذني، ولن أنساها ما حييت ! "
... إنها صورة مصغرة من تفكير الشعب كله، فاحفظوا هذا وحافظوا عليه، هذه هي وصيتي إليكم.

                                                                    رحلته إلى الحجاز و بعض العواصم العربية


سافر الإمام الجليل عبد الحميد بن باديس عام 1913 في رحلة طويلة امتدت إلى الحجاز و منه إلى الشام ومصر، لأداء فريضة الحج وزيارة بعض العواصم للاتصال بعلمائها والاطلاع على ما يجري بها ،معتبرا هذه الرحلة تتمة للدراسة.


وبعد أداء مناسك الحج والعمرة زار المدينة المنورة وأقام بها، وفي أثناء إقامته بها لقي أستاذه الأول الذي درس عليه في مدينة قسنطينة (فضيلة الشيخ حمدان الونيسي الجزائري) الذي هاجر إلى المدينة المنورة وأقام بها، وتعرف على بعض العلماء ومن رفقاء أستاذه مثل : الشيخ الجليل حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، والشيخ الجليل الوزير التونسي، وألقى بحضورهم درسا في الحرم النبوي الشريف، فأعجبوا به إعجابا شديدا مما لفت الأنظار إليه.

وفي هذه الأثناء أبدى رغبته في البقاء بالمدينة المنورة إلى جوار أستاذه (فضيلة الشيخ الجليل الونيسي) فرحب الأستاذ بهذه الفكرة ورغبه فيها، لما يعرف من أوضاع بلده. لكن فضيلة الشيخ حسين أحمد الهندي لم يوافقه على ذلك، بل نصحه بضرورة العودة إلى وطنه لخدمة بلاده ومحاولة إنقاذها مما هي فيه، بما توسم فيه من حزم وعزم وصلاح، قائلا له :إرجع إلى وطنك يا بني فهو بحاجة إليك وإلى أمثالك، فالعلماء هنا كثيرون، يغنون عنك، ولكنهم في وطنك وفي مستوى وطنيتك وعلمك قليلون بسبب الهمجية الفرنسية التي تحارب الدين واللغة وخدمة الإسلام في بلادك أجدر لك وأنفع لها من بقائك هنا. فاقتنع الشاب عبد الحميد بن باديس بوجهة نظر هذا الشيخ الجليل، وقبل نصيحته وقرر الرجوع إلى الوطن، عند ذاك حذره أستاذه (فضيلة الشيخ الونيسي) من أن يكون عبدا للوظيفة، لأنه تأكد أن الحكومة ستعرض عليه الوظائف، قال له ناصحا (أحذر أن تقبل الوظيفة الحكومية، فهي قيد لك، يحدّ من نشاطك... وأخذ عليه عهدا أن لا يقبل الوظيفة، ولا الوظيفة، ولا يتخذ علمه سلما للأغراض المادية والأطماع الدنيوية.) فعاهده تلميذه على ذلك، ووفى بهذا العهد .

و قد حرص فضيلة الإمام عبد الحميد بن باديس في هذه الرحلة على الاتصال بالمفكرين والعلماء للتحاور معهم والاطلاع على أحوال المسلمين ومقارنتها بأحوال بلاده، ودفعه هذا الاتصال إلى التفاعل مع الحركة الإصلاحية التي انتشرت على يد الإمام محمد عبده تلميذ العالم الجليل والمصلح الكبير جمال الدين الأفغاني و تلميذهما رشيد رضا، متأثرين جميعهم بزعيم المصلحين جمال الدين الأفغاني وبالحركة السلفية التي انتشرت في الحجاز، وخلال الفترة التي قضاها في المدينة المنورة تعرف إلى شاب جزائري في مثل سنه عالم وأديب، هو الشيخ العالم الجليل محمد البشير الإبراهيمي المقيم مع والديه في المدينة المنورة، أقام معه مدة تعارفا فيها وتحاورا معا في شأن الخطة الإصلاحية التي يجب أن تضبط لعلاج الأوضاع المتردية في الجزائر، واتفقا على خدمة بلادهما متى عادا إليها .

" وقد ذكر الشيخ الجليل الإمام الكبير محمد البشير الإبراهيمي أنهما لم يفترقا مدة إقامة الإمام عبد الحميد بن باديس بالحجاز، فكانا يقضيان الليل كله يحللان أوضاع الجزائر، و يحددان شروط و وسائل نهضتها ".


ولم يكن أيّ منهما يدري أن هذا اللقاء الذي تم خارج الوطن ستكون له ثمار طيبة وسيصبح هذا العالم الشاب المهاجر إلى المدينة المنورة رفيق دربه في الكفاح و النضال بعد الرجوع إلى الوطن في العشرينات، وخاصة بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي اشتركا في تكوينها، والسير في الطريق الذي رسماه لها.


             الرجوع من الحج
                الإمام الجليل العالم الفذ الحميد


وفي طريق عودته من الحجاز عرّج على الشام (دمشق وبيروت) وعلى مصر (الاسكندرية والقاهرة) وتذاكر مع من اتصل بهم من العلماء والمفكرين, في شؤون الإسلام والمسلمين.


هكذا استطاع أن يلم بأطراف من العالم العربي, ليعرف ما فيه, زيادة عما كان يعرفه في الجزائر وتونس, ولقي في الاسكندرية كبير علمائها الشيخ الجليل أبا الفضل الجيزاوي الذي أصبح من بعد شيخا للأزهر, فتعارفا وتذاكرا وأجازه, وفي القاهرة لقي مفتي الديار المصرية, الشيخ الجليل محمد بخيث المطيعي, رفيق الشيخ الجليل محمد عبده, والمدافع عن فكرته بعد وفاته, وكان الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس يحمل للشيخ رسالة من أستاذه فضيلة الشيخ الجليل الونيسي فأحسن استقباله, ودعاه إلى زيارته في منزله بحلوان القريبة من القاهرة.


           التجول في القطر الجزائري

لم يكن يكتفي بالدروس التي كان يقدمها أو يشرف عليها، بل كان يقوم في العطلة الصيفية، وفي أيام الراحة الأسبوعية بجولات استطلاعية في القطر الجزائري يتعرف فيها على أحوال البلاد والعباد، ويلقى الدروس في المساجد و الزوايا الجزائرية، وحيثما تيسر له، ويعلن عن نشاطه التربوي، وعن الدروس العلمية التي يتلقاها الطلبة في مدينة قسنطينة حتى يبين الفائدة المرجوة منها لمن يشاء الالتحاق بها، ويطلب من شيوخ الزوايا الذين يحضرون دروسه ومحاضراته أن يرسلوا أبناءهم وطلابهم للتعلم عليه في مدينة قسنطينة، هكذا وبهذا الأسلوب الإعلامي تنامى عدد طلابه من مختلف جهات الوطن الجزائري الحبيب، وخاصة عمالة قسنطينة، وأصبحوا يفدون على الجامع الأخضر، وعلى دروس الشيخ الجليل الإمام عبد الحميد بن باديس في مختلف المواد.

وقسم الطلاب إلى أربع طبقات حسب مستوياتهم، والذين ينهون دراستهم عنده يوجه القادرين منهم لإتمام دراستهم في تونس بجامع الزيتونة، واستمر عمله هذا بهدوء وصبر وحكمة طوال فترة الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)، ظل يعلم ويربي الصغار والكبار، يعظ ويرشد العامة والخاصة، ويوقظ الهمم وينشر الوعي، ويدعوه إلى الصالح العام، مخطط رسمه في ذهنه وطبقه في الواقع، وكان من طلائع طلابه النبغاء : مبارك الميلي والسعيد الزاهري، والهادي السنوسي، و محمد بن العابد والسعيد الزموشي، وابن عتيق، والفضيل الورتلاني، وآخرون كثيرون منهم من اكتفى بما تعلمه عليه، ومنهم من واصل دراسته في الزيتونة حتى شهادة التطويع.

                                                                                  مباشرته للتدريس:


عاد إلى قسنطينة ورابط بمسجد سيدي قموش يقضي بياض يومه في تعليم الشبان مبادئ العلوم والإسلام الصحيح، ويوجههم التوجيه الحسن. وعند إقبال الليل يلتفت إلى الكهول والشيوخ الملتفين حوله بالجامع الأخضر يدعوهم إلى الله على بصيرة ويذكرهم بأيام الله. فكانت مجالس دروسه كثيرة الزحام، تخرجت عليه طبقة من العلماء والأدباء امتازوا بعمق التفكير وصدق التعبير فكانوا بحق رواد النهضة الجزائرية في العلم والأدب والوطنية.

                                                                               اشتغاله بالصحافة:


كان من مؤسسي جريدة النجاح، ثم تخلى عنها، وأسس سنة 1925 جريدة المنتقِد، وتولى رئاسة تحريرها وأسند إدارتها للشهيد أحمد بوشمال، وكان من كتابها الشيخ مبارك الميلي، والشيخ الطيب العقبي، رحمهما الله، وقد نشرت في عددها السادس مقالاً للميلي تحت عنوان «العقل الجزائري في خطر»، كما نشرت في عددها الثامن قصيدة للعقبي تحت عنوان «إلى الدين الخالص» ومثل هذه القصيدة وذلك المقال يعد جراءة كبرى في ذلك العهد لتناولهما العادات المألوفة بالنقد والتجريح. وسارت على خطتها حتى عُطلت بقرار بعدما برز منها ثمانية عشر عدداً؛ فأصدر بعد ذلك جريدة الشهاب على خطة المنتقد ومباديه، فلاقت في سبيل ذلك ما لاقت من العناء والصعوبات قلم تلن قناتها لغامز، وتحالفت قوى الرجعية وكل هامز لامز على عبد الحميد حتى أصبح مهدداً في حياته.

            عبد الحميد ونادي الترقي:


في سنة 1927 أسس السادةُ الحاج مماد المنصالي ، محمود بن ونيش ، عمر الموهوب ، أحمد توفيق المدني ، وبعض الإخوان نادي الترقي ، فكان النادي ملتقى النخبة المفكرة سواء من كان منهم مقيماً بالعاصمة أو من كان وافداً عليها من الخارج. وكانت تلقى فيه المحاضرات والمسامرات ، وتقام فيه الحفلات ، فكان عبد الحميد كلما جاء إلى الجزائر يحاضر فيه أو يسامر أو يجمتع فيه بالشباب الناهض المتوثب من طلبة العلم والمفكرين ، فكان النادي بذرة صالحة للنهضة الجزائرية.
ولقد تكونت لجنة تحضيرية فيه انبثقت عنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وكان كاتب اللجنة الشيخ أحمد توفيق المدني ورئيسها السيد عمر إسماعيل رحمه الله.


   عبد الحميد رئيس جمعية العلماء:
ذكرى 16 افريل 220px-Ibn_Badis_-_El_Oqbi
تأسست جمعية العلماء بعد الاحتفال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكان ذلك رداً عملياً على المحتفلين الذين كانت أصواتهم تردد الجزائر فرنسية وكان شعار العلماء المصلحين "الإسلام ديننا ، العربية لغتنا ، الجزائر وطننا" ، وقد ظهر هذا الشعار أول ما ظهر مكتوباً على كتاب الجزائر للشيخ أحمد توفيق ، ثم تناولته الألسنة والأقلام ولقن للتلامذة في المدارس وذلك سنة 1931، وفي 5 ماي [أيار] من هذه السنة اجتمع علماء القطرالجزائري بنادي الترقي فأسسوا جمعية العلماء وأسندوا رئاستها إلى عبد الحميد بن باديس بإجماع ، وكان غائباً حيث لم يحضر معهم في اليوم الأول ولا في اليوم الثاني ، وفي اليوم الثالث جاء إلى الاجتماع وألقى كلمة جاء فيها:
"إخواني ، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثاني فحرمت خيراً كثيراً، وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليوم الثالث، وأذكر لحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعه الإل ويضعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا: هو أبو خيثمة ، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا له بخير . ومثلكم من كان له في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة." هكذا كان يستلهم أقواله وأفعاله من السنة النبوية.
وألقى خطاباً آخر في ذلك الاجتماع عندما باشر مهام الرئاسة ، هذا نصه:
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إخواني، إنني ما كنت أعد نفسي أهلاً للرئاسة لو كنتُ حاضراً يوم الاجتماع الأول ، فكيف تخطر لي بالبال وأنا غائب ؟ لكنكم بتواضعكم وسلامة صدوركم وسمو أنظاركم جئتم بخلاف اعتقادي في الأمرين فانتخبتموني للرئاسة.
إخواني ، كنت أعد نفسي ملكاً للجزائر أما اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى ، فاللهَ أسأل أن يقدرني على القيام بالحق الواجب.
إخواني إنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لم تنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أن تشيروا بانتخابي إلى وصفين عرف بهما أخوكم الضعيف هذا: الأول إنني قَصَرْتُ وقتي على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلى تكريم التعليم اظهاراً لمقصد من أعظم مقاصد الجمعية وحثاً لجميع الأعضاء على العناية به كل بجهده ، الثاني: أن هذا العبد له فكرة معروفة ، وهو لن يحيد عنها ولكنها يبلغها بالتي هي أحسن ، فمن قبلها فهو أخ في الله ، ومن ردها فهو أخ في الله، فالأخوّة في الله فوق ما يقبل وما يرد ، فأردتم أن ترمزوا بانتخابي إلى هذا الأصل ، وهو أن الاختلاف في الشيء الخاص لا يمس روح الأخوة في الأمر العام."
هذا مبدأ عبد الحميد في الحياة. فالرجل قرآني ورباني استمد هذا من قول الله تعالى : (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلتم بالتي هي أحسن). وهذه الطريقة كان يسلكها مع جميع الناس سواء أكانوا من تلامذته ومريديه ، أم من خصوم فكرته ومناوئيه، ورغم هذا فلم تمضِ سنة على تأسيس جمعية العلماء حتى دخلت في معارك حامية مع أذناب الاستعمار ومع أصحاب البدع والخرافات، وأخذت تؤسس المدارس الابتدائية لتعليم الدين واللغة، وترسل وفود الوعاظ يجولون المدن والقرى، وكان عبد الحميد أسس بقسنطينة مدرسة التربية والتعليم وجعل لها فروعاً في القطاع القسنطيني وكاد التعليم يعم المداشر والقرى ، فأوجست الحكومة الفرنسية خيفة في نفسها فعطلت غالبية المدارس، وزجت ببعض المعلمين في السجون وحاكمتهم محاكمة المجرمين، فكان عبد الحميد يشجع أبناءه المعلمين على المقاومة ويثير حماس الجماهير، ويحتج على هذه المعاملة.

        طريقته في الاحتجاج على الحكومة:

له في الاحتجاج طريقتان: الأولى باسمه رئيس جمعية العلماء وهي الاحتجاجات التي لا تخرج عن دائرة القانون ، الثانية باسمه الخاص وهي الاحتجاجات اللاذعة التي يصف فيها الاستعمار بكل نقيصة، ويفضح فيها مكائده ويكشف مخازيه. وسألناه مرة لماذا هذه التفرقة في الاحتجاجات؟ فقال: الاحتجاجات التي أمضيها باسم جمعية العلماء أحافظ فيها على الجمعية، والاحتجاجات التي أمضيها باسمي لا أحافظ فيها على شخصي. ولمح إلى هذا في خطاب ألقاه في 27 سبتامبر [أيلول] 1936 إثر اجتماع الجمعية العامة حيث قال:
"إن هذا العبد الضعيف يقدم بلسان العجز الشكر لأعضاء الإدارة إخوانه أن قدموه للرئاسة وجددوا له ثقتهم به هذا مع علمه بعبء الرئاسة الثقيل وما يلزم لها من التضحية التي هي أول شروط الرئاسة. ولقد قال الهذلي:
فإن رئاسة الأقوام فاعلم * لها صعداء مطلعها طويل
وإن هذا العبد الضعيف لثقته في الله وقوته بالله واعتزازه بقومه واعتماده بعد الله على إخوانه لمستعد لهذه الصعداء وإن طال مطلعها وطال." ثم قال: "إن ميدان العمل في هذه الجمعية لميدان واسع وهنالك للعمل ميادين أخرى لا أدخلها باسمها. ولكن (إن كان فيها منفعة) أدخلها باسمي إن كان عند قومي قيمة لاسمي، وأرجو أن يعينني الله عليها. أيها الإخوان! إن على كل رئيس حقاً وقد قال الأحنف بن قيس:
إن على كل رئيس حقاً * أن يخضب الصعداء أو تندقا
والصعداء هي الرمح يريد أنها تخضب بالدماء أو تنكسر وتندق في يده أثناء محاربته الأعداء. ولكن صعدتنا نحن التي نخضبها هي القلم (وخضايه الحبر) ولكنه لا يندق هذاالقلم حتى تندق أمامه جبال من الباطل.
وإن من الحق أن نتأدب بالأدب النبوي ومنه أن لا نتمنى لقاء العدو فإذا لقيناهم فلنصبر والله معنا.

              عبد الحميد بن باديس والمؤتمر الإسلامي:

تهاتف كثير من رجال السياسة على الاندماج ورأوا أنه الطريقة الوحيدة التي تصل بها الجزائر إلى حقوقها المسلوبة ، ومن بين هؤلاء نواب يرون أن لا حق لأحد أن يتكلم في السياسة الجزائرية سواهم وان لهم البت في مصير الأمة، والأمة غائبة عن الميدان، فنشر عبد الحميد أراء له في السياسة الجزائرية في جريدة (لادفانس) "الدفاع" التي كان يصدرها الأستاذ العمودي رحمه الله باللسان الفرنسي وذلك في عدد 2 جانفي [كانون الثاني] 1936، وكان من تلك الآراء عقد مؤتمر إسلامي جزائري لأن المرجع في مسائل الأمة هو الأمة، والواسطة لذلك هي المؤتمرات ، فبقيت الفكرة تتردد في النوادي حتى فازت الجبهة الشعبية بفرنسا في تلك الانتخابات فتأسس المؤتمر الإسلامي الجزائري يوم 7 جوان [حزيران] سنة 1936 وكان غالبية من به من دعاة الاندماج وأنصار مشروع بلوم فيوليت.وقرر العلماء أن يشارك فيه الشيوخ عبد الحميد بن باديس، الطيب العقبي، البشير الإبراهيمي، محمد خير الدين وغيرهم من العلماء باسمهم الخاص، وقد كان لمشاركة العلماء أثر فعال في تعطيل الاندماج وإبراز الذاتية الإسلامية العربية الجزائرية، حيث جاء في مطالب المؤتمر ما يلي:
- المحافظة على الحالة الشخصية الإسلامية مع إصلاح هيئة المحاكم الشرعية بصفة حقيقية ومطابقة لروح القانون الإسلامي.
- فصل الدولة عن الدولة بصفة تامة وتنفيذ هذا القانون حسب مفهومه ومنطوقه.
- إرجاع سائر المعاهد الدينية إلى الجماعة الإسلامية تتصرف فيها بواسطة جمعيات دينية مؤسسة تأسيساً صحيحاً.
- إلغاء كل ما اتخذ ضد اللغة العربية من وسائل استثنائية وإلغاء اعتبارها لغة أجنبية.
حينئذ علم دعاة الاندماج أنهم أخِذوا على غرة، وأن هذه المطالب التي قدمها العلماء وأيدها الشعب قد أفسدت عليهم تدبيرهم. وقالوا: العلماء يجهلون السياسة فما معنى مشاركتهم فيها؟ إنهم لرجعيون وو.. فأجابهم الأستاذ الإبراهيمي حفظه الله إذا ذاك على صفحات الشهاب، وكان مما قاله لهم:
"فويحكم.. إن العلماء الذين تعنون من الأمة في الواقع والحقيقة في حال أنكم لا تعدون منها إلا على الزعم والدعوى، وأن العلماء يمثلون الوصف الذي ما كانت الأمة أمة إلا به وهو الإسلام ولسانه. وأن مطالب الأمة التي رفعت صوتها بها في المؤتمر ترجع إلى أصول أربعة: الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد ، وأن لكل مطلب من هذه المطالب فروعاً متشابكة وأن كل أصل من هذه الأصول يحتاج إلى بحوث ودراسات تفتقر إلى كفايات واختصاصات، وإذا كان في نواب الأمة ومفكريها من فيه الكفاءة والمؤهلات لدراسة المطالب السياسية ووصل مقدماتها بنتائجها وإعطاء رأي ناضج فيها، أو كان في فلاحينا وتجارنا من نعتمد عليه وعلى رأيه في المطالب الاقتصادية مثلا، فمن للمطالب الدينية وما يتبعها من اللغة العربية غير العلماء؟"

              وفد المؤتمر إلى باريس:

شكل المؤتمر وفداً إلى فرنسا لتقديم المطالب إلى الحكومة الفرنسية، وكان عبد الحميد من أعضاء الوفد. ذهب الوفد يوم 18 جوليت (تموز) 1936 وشرح القضية في النوادي السياسية واتصل بالوزراء ورؤساء الأحزاب، وصارحه م. دالادي وزير الحربية إذ ذاك أنه لا يمكنه أن يوافق على إعطاء المسلمين الجزائريين النيابة في البرلمان مع محافظتهم على الشريعة الإسلامية في الحقوق الشخصية، وقال لهم إن فرنسا معها مدافع، فقال له عبد الحميد: والجزائر معها الله. فقفل الوفد إلى الجزائر وهو بين اليأس والرجاء، بل هو إلى اليأس أقرب. وكتب عبد الحميد مقالاً في الشهاب وصف فيه تلك المقابلات ختمه بقول الشاعر:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته * على طرف الهجران إن كان يعقل
ويركب هذا السيف من أن تضيمه * إذا لم يكن عن شفرة السيف مزجل
- الحرية الكاملة في تعلم اللغة العربية. وبهذا أخفق المؤتمر الإسلامي، ومرجع إخفاقه إلى مشاركة العلماء فيه، فلجنة قسنطينة طلبت من عبد الحميد أن يضع لها من المطالب ما لا ينافي الإسلام فوضع مطالب منها: "المساواة في الحقوق السياسية مع المحافظة على جميع الذاتية، وهذا الذي أقره المؤتمر بإجماع، وبه سقطت جميع المشاريع "الأبروجيات" كما قال عبد الحميد رحمه الله.
ذكرى 16 افريل Sam-5
      
    تفكيره في الثورة:

أيامَ اشتعال الحرب اجتمعتُ به لآخر مرة بنادي الترقي وكان حاضر الاجتماع تلميذه الشيخ محمد بن الصادق الملياني ليس غير، وبعدما تحادثنا معه في مواضيع خاصة وعامة انتفض رحمه الله وقال: "هل لكم أن تعاهدوني؟" فقال له الشيخ محمد الملياني: "لا أستطيع قبل أن أعرف" ثم توجه إلي وقال: "وأنت؟" فقلت: "إذا كان على شيء أنت فيه معي فإني أعاهدك"، قال: "طبعاً أنا لا أكلف غيري بما لا أكلف به نفسي". فمددتُ يدي وصافحته وقلت: إني أعاهدك ولكن على ماذا؟ قال: "إني سأعلن الثورة على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب". ثم افترقنا ولم يعد بعدها إلى الجزائر. وهكذا كانت نيته. ولست أدري كيف تكون الحالة لو عاش فينا إلى ذلك الحين

    طريقته في العمل:

يطوف ببعض أنحاء الجزائر للوعظ والتذكير وتفقد الرفقاء وتوجيههم كل أسبوع. والنظام الذي كان يسير عليه هو: أن دروسه تبتدئ صباح السبت وتنتهي مساء الأربعاء، وفي ذلك المساء يغادر قسنطينة وما يعود إليها إلا صباح السبت حيث يستأنف التدريس، فتارة يقضي يومي عطلة الأسبوع بالجزائر، وتارة بتلمسان وتارة ببسكرة أو غيرها من البلدان. فكانت أيام الأسبوع بالنسبة إليه أيام عمل لا تخلو من مفيد أو جديد، بالإضافة إلى ما يقوم به من مشاركة أعضاء جمعية العلماء في تحرير الجريدة التي تصدرها الجمعية بلسانها.

صموده وثباته إلى أن مات:

حاول الفرنسيون أيام الحرب أخْذ مدرسة التربية والتعليم وإحل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرى 16 افريل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ذكرى غزوة بدر ... الحق ينتصر رغم قوة "الباطل" وعتاده
»  إحياء ذكرى 17 أكتوبر 1961 بالجزائر وفرنسا ‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى متوسطة الشهيد بوربيعة الحملاوي التعليمية  :: متوسطة بوربيعة الحملاوي *المدية*-
انتقل الى: