الأولياء يستنكرون التلاعب بمستقبل أبنائهم
صرح عدد من أولياء التلاميذ بولاية بجاية أن لا الوزير الأسبق "بن بوزيد" ولا الوزير الحالي"بابا أحمد"بإمكانه حل مشاكل قطاع التربية ببلادنا ولو في الوقت الراهن، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير، عندما اعتبر أن 40 تلميذا في القسم الواحد لا يعتبر حسبه اكتظاظا.
يتساءل الجميع بأي منطق تشتغل به وزارته ومديرياته خاصة بعد اتهام الأولياء بتشجيع أبنائهم على الإضراب وكذا اتهام المعلمين بالتشجيع على الفوضى، وفي الوقت الذي شرعت فيه بعض نقابات القطاع بإعلانها للتعبئة، استعدادا لإضراب أكتوبر الجاري، كما أعلنته نقابة "الكنابست" مؤخرا، فإنه لا تزال بعض المظاهر والقرارات اللامنطقية تسيطر على هذا القطاع بولاية بجاية، منها مشكل المفصولين والاكتظاظ والتنقلات الشاقة والبعيدة للتلاميذ بسبب عدم تجسيد بعض المؤسسات التربوية في أوانها وغيرها من المشاكل والنقائص.
لكن أغرب ما تقرر لهذه السنة بولاية بجاية -يضيف- المتحدثون، هو القرار الذي يدعو للاستغراب أكثر منه للتفاؤل على مستقبل هذا القطاع، ليتساءل أولياء التلاميذ عن مدى جدية هذه القرارات التي اعتبروها بالمجحفة في حق التلاميذ وتلاعبا بمستقبلهم، وهو إلغاء شعبة "علوم ورياضة" في السنة الأولى ثانوي دون غيرها ودون سبب يذكر، والأغرب من ذلك أنها لا تزال سارية المفعول بالإكمالي وبباقي السنوات الأخرى.
الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل هؤلاء التلاميذ عند وصولهم إلى الثانوي أو أنهم سيجبرون بدورهم لتغيير شعبتهم مثلما حصل مع تلاميذ السنة الأولى لهذه السنة.
ومن بين المشاكل المعقدة التي أوجدها هذا القرار اللامنطقي، إعادة إدماج معيدي السنة الأولى من هذه الشعبة التي حذفت، وحتى الجدد منهم ضمن أقسام أخرى وبالتالي ضمن شعب أخرى لم يفكر فيها أحد من هؤلاء التلاميذ، وفي ظل هذه الظروف فقد لجأ المتضررون من هذه القرارات إلى الإضراب تعبيرا منهم عن رفضهم المطلق لاستمرار سياسة "البريكولاج" المنتهجة على حساب مستقبلهم مثلما حدث بثانوية "شعبان اعمر" بأوقاس، أين نظم التلاميذ وقفة احتجاجية للمطالبة بإعادة هذه الشعبة والكف عن اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا تتماشى ومنطق العقل.
ومن جهتهم أكد أولياء تلاميذ هذه المؤسسة "للشروق" وعلى لسانهم رئيس جمعيتهم السيد "نور الدين زيداني" عن رفضهم المطلق بتحويل أبنائهم إلى فئران تجارب، مطالبين في نفس الوقت بضرورة إعادة هذه الشعبة حتى يتسنى لمعيدي السنة بمتابعة مشوارهم الدراسي بطريقة طبيعية، بعدما حُولوا مجبرين لا مُخيرين إلى شعب أخرى لا تستهويهم على غرار شعبة "علوم تجريبية".