فؤاد نور الاسلام
كبارالشخصيات
الدولة : الجزائر تاريخ الميلاد : 01/01/1977 التقيم : 48 عدد المساهمات : 3242 نقاط : 363305646 تاريخ التسجيل : 15/10/2012
| موضوع: قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي 04.06.13 20:35 | |
| قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي
يروى أن أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور رحمه الله كان يحفظ الشعر من أول مرة يسمعه فيها , وله مملوك يحفظه من مرتين , وله جارية تحفظه من ثلاث مرات , وكان أبو جعفر قد إذا جاءه شاعر بقصيدة قال له : أن كانت هذه القصيدة لم تسمع من قبل نعطيك زنة ما كتبت عليه ذهبا , أما إذا كانت قد سمعت فليس لك شيء , فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة , فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكأنها قد سمعت من قبل , فيقول الشاعر : إنها من بنات أفكاري يا أمير المؤمنين , فيقول له الأمير : لا , لدي عبد يحفظها أيضا فيأتي بالعبد فيلقيها عليه , ثم ينادي على الجارية التي عنده كي يزيد من تأكيد كلامه أن القصيدة قد سمع الناس بها من قبل , فتاتي الجارية وتلقيها على مسامعه , حتى يشك الشاعر في نفسه .. ! وهكذا كان يفعل أمير المؤمنين مع كل الشعراء ( حرصا منه على أموال المسلمين حتى لا يذهب أكثرها للشعراء ) حتى سمع الأصمعي بما يفعله الأمير بالشعراء وقد أسف على حالهم فذهب إليهم الأصمعي وقال: ما لكم؟ قالوا: نكتب القصيدة طوال الليل ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا فقال الاصمعى والله إن في الأمر لحيله وهمّ الأصمعي إلى أمير المؤمنين وقد تنكر بلباس أعرابي وجعل له جدائل وارتدى جلد شاة , فلما قدم على الأمير قال : السلام عليكم يا أمير المؤمنين , أنا أعرابي إسمي الألمعي من الموصل أتيت إليك ولدي قصيدة أود أن أقولها لك , فقال الأمير : أتعرف شرطنا أيها الأعرابي؟ فقال الأصمعي : نعم يا أمير المؤمنين أعرفه. إن كانت من قولي أعطيتني وزن الذي كتبته عليه ذهباً, فأذن له الأمير
فقال الأصمعي : ...
صـوت صـفير الـبلبل هـيـج قـلـبي الـثمل الـمـاء والـزهـرمـعاً مـع زهـر لـحظ المقل وأنــت يــا سـيدلـي وسـيدي ومـولى لـي فـكـم فـكـم تـيـمني غــزيـلل عـقـيـقلي قـطـفته مــن وجـنة مـن لـثم ورد الـخجل فــــقـــال لالالالالا وقــد غــدا مـهرول والـخـوذ مـالت طـرباً مـن فـعل هـذا الرجل فـولـولـت وولـولـت ولـي ولـي يـاويل لي فـقـلـت لا تـولـولي وبـيـني الـلـؤلؤ لـي قـالـت لـه حـين كـذا أنـهـض وجـد بـالنقل وفـتـيـة سـقـونـني قـهـوة كـالعسل لـي شـمـمـتها بـأنـفـي أزكــى مـن الـقرنفل فـي وسـط بستان حلي بـالزهر والـسرورلـي والـعود دنـدن دنـا لي والـطبل طـبطب طب لي طـب طـبطب طب طبطب طـب طـبطب طبطب لي والسقف سق سق سق لي والـرقص قـد طـاب الي شـوى شـوى وشاهش عـلـى ورق سـفـرجل وغــرد الـقمرى يـصيح مــلـل فــي مـلـل ولــو تـرانـي راكـباً عـلـى حـمـار أهـزل يـمـشي عـلى ثـلاثة كـمـشـية الـعـرنجل والـناس تـرجم جـملي فــي الـسوق بـالقلقلل والـكـل كـعكع كـعي كع خـلفي ومـن حـويللي لـكـن مـشـيت هـارباً مــن خـشية الـعقنقلي إلـــى لـقـاء مـلـك مــعـظـم مـبـجـل يـأمـر لــي بـخـلعه حـمـراء كـالدم دمـلي أجــر فـيـها مـاشياً مــبـغـدداً لـلـذيـل أنــا الأديب الألـمعي مـن حي أرض الموصل نـظمت قـطعاً زخـرفت يـعجز عـنها الأدب لـي أقــول فــي مـطلعها صـوت صـفير البلبل فلم يستطيع أمير المؤمنين أن يحفظها لصعوبة كلماتها فنادى على المملوك الذي عنده فسأله إن كان قد سمع بهذه القصيدة ( بمعنى هل حفظتها ) ولكن العبد أشار إلى انه لم يسمع بها من قبل , فنادى على الجارية وسألها نفس السؤال ولكن جوابها لم يكن أفضل من جواب المملوك . فقال الأمير : احضر ما كتبت عليه القصيدة فقال الأصمعي كتبتها على عمود من الرخام قد ورثه أبى عن جدي فقال أحضره إذاً فقال الأصمعي إنه على الناقة لا يستطيع أن يحمله إلا أربعة من رجالك.فأتى به بمساعدة أربعة من الرجال بسبب ضخامة هذا العمود , وحينما شاهده أمير المؤمنين انهار واندهش تماما فأمر بوزن العمود وإذا به يزن ثلاثة أرباع بيت المال فأعطاه بوزنه ذهبا كما كان يعد بذلك فاخذ الأصمعي الذهب الذي منحه إياه أمير المؤمنين وأراد الخروج من مجلسه فمنعه الوزير وقال : يا أمير المؤمنين ما أظن هذا إلا الأصمعي وحينها التفت إليه الأمير قال : أمط اللثام عن وجهك أيها الأعرابي فأزال اللثام وإذا هو الأصمعي فغضب الأمير. وقال : أتفعل هذا بأمير المؤمنين؟ فرد الأصمعي : نعم يا أمير , بذاكرتك قطعت أرزاق الشعراء فأمره الأمير أن يرد المال الذي أخذه ولكن الأصمعي رفض أن يرده إلا بشرط , فسأله الأمير ما هو الشرط ؟ فقال الأصمعي : أن تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم أو من نظمهم فقال الأمير : لا بأس نجيزهم , فرد الأصمعي المال الذي كان قد أخذه .
:o :o :o | |
|