نبذة تاريخية عن الأمير ناصر عبد القادرالجزائري

نبذة تاريخية عن الأمير ناصر عبد القادرالجزائري
| بقلم: الكاتب متوسطة الأمير عبد القادر - المفاتحة -
هو الأمير ناصر عبد القادر بن محي الدين الحسني الجزائري ،فقيه ،شاعر وسياسي ورجل حرب من أسرة شريفة ،ولد في القيطنة بواد الحمام بضواحي وهران،في عام 1807 م ، تعلم على يد والـــــده الشيخ محي الدين في مسقط رأسه ، ثم إنتقل إلى معهد وهران وتونس( الزيتونة) وغيرها في فاس لاستكمال علومه . سافر بمعية إبيه لأداء فريضة الحج عام 1826 فزار في طريقه تونس ،ليبيا ،مصر ،سوريا ،و العراق ثم عاد إلى معسكر عام 1829 م.

وبعد الإحتلال الفرنسي لمدينة وهران ، قررت قبائل معسكرإسناد قيادة المقاومةإلى الشيخ محي الدين ، إلا أنه ولكبر سنه وعدم قدرته على القيادة رشح لهم ابنه عبد القادر البالغ من العمر 24 سنة ،لما أظهره في تلك الفترة من شجاعة ورباطة جأش وحكمة في تنظيم المعارك ،ومن آراءه الصائبة .فبويع عام 1832 ،وبعد قبول عبد القادر هذه المهمة العظيمة كون اساسا لهذه الدولة على هدي القرآن ،الدستور الإلهي ،وكانت المناصب بين الاكفاء من الاداريين فكان يقاتل بيد ويبني بيد ،ويتقدم المجاهدين على ظهر جواده في جميع المعارك وينتصر ويشيد إلى جنب كل مدينة حصن يدافع عنها ،وعرف عبد القادر ان الساحل تزعزع بفشل مقاومة الداي حسين ففتح ثغورا في ميناء الغزوات ، وحاصر مدينة الجزائر من القليعة إلى جبال جرجرة، وركز بالدرجة الأولى على عمق البلاد وحركة السكان ، واقام مدن سميت بمدن عبد القادر منها :بوغار ،الزمالة (مدينة متنقلة ) ،سبدو ،سعيدة ،داكمنت ، طازة .

وذكرالاستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم في مجلة الثقافة الجزائرية العدد :75 أن عبد القادر كان رجل دولة تولى القيادة السياسية والعسكرية إثر البيعة الثانية ، وجعل دولته مكونة من وزراء وخلفاء وقادة محليين ،ولم يضع السلطة المطلقة بيده ،وإنما جعلها معززة بمجالس شورى وفتوي لضبط الخطط والقوانين .

لقد كان الامير يقود ثورة مزدوجة ،ثورة دفاعية مسلحة ،وثورة اجتماعية إسلامية اكتسبت مقوماتها من القيم العربية الإسلامية العريقة ،لذلك نجد أن تلك الحروب التي دامت 17 سنة لم تكن بين قوتين فحسب بل بين الخير والشر وبين العدل والظلم .

قال الجنرال بيجوا عن هذا البطل في رسالة بعث بها في يوم 24 نوفمبر 1849إلى وزير الحربية الفرنسية هل نستطيع الجري في كل مكان ؟ هل نستطيع أن نصد ضرباته المتلاحقة ؟ هل نستطيع تجنيد مليون رجل لمحاربته ؟ من الواضح أننا لانستطيع ذلك. لكن نقدر أن نصل إلى السكان الذين يمدونه بالمعونات . نستطيع أن نفكك جبهته الداخلية .ولابد لنا من عمل متواصل خارج الحدود وداخلها لحصار عبد القادر والقضاء على العرب .كذا) ومكنته عبقريته العسكرية وخططه السليمة في إدارة المعارك أجبرت فرنساعلى التعامل معه ندا لند ، والإعتراف به قائدا لجيش نظامي وقف في وجهها وهي اكبر دولة برية في العالم ، فهذا النظام الذي خطط له الأمير وإستطاع من خلاله بناء مؤسسات الدولة وصك عملة (الدينار الجزائري )، كان سببا في انتصارات هذا الرجل المؤمن ، إلى أن وجد إمامه سدا ذريعا من صدور أبناء قومه المسلمين ، قوم تربطه بهم صلات القربى والجوار والدين ، ومجموعات شعبية مسلحة بأسلحة فرنسية من قبائل الدوائر الجزائرية ،فكان لابد من وقف الحرب وهجرة من البلاد ، بعد تسليم راية الجهاد لهذا الشعب الأبيّ. سلم الأمير بقضاء الله وأرسل رسالة وقف الحرب إلى حاكم مدينة الجزائر (الدوق دومال) و الجنرال لامورسيير تتضمن وقف القتال والسماح له بالهجرة لبلد عربي إسلامي وتم قبول كل الشروط ، لكن فرنسا أخلت ببنود الاتفاق وتم التوجه به إلى طولون ثم سجينًا في أمبواز خمس سنوات ، وعندما تولي نابليون الثالث الحكم ،وكان من المعجبين بشخصيته بعث له برسالة قائلا : "منذ زمن بعيد وأسرك يسبب لي ضيقا كبيرا ويذكرني بأن الحكومة التي سبقت حكومتي أخلت بالوعود التي قطعتها لك . فقد كنتم عدوا لفرنسا ،لكني مع ذلك على استعداد لأن أقوم نحو شخصكم بالعدل الكامل إكبارا لعظمة شخصيتكم . لذلك أشعر أن الشرف يلزمني أن أضع حدا لسجنكم ...".

وما إن وصل إلى دمشق بعد إطلاق صراحه ،إستقبله أهلها وعلماؤها ،وحسن حياتهم وإنتاجهم العلمي ، وقام بالدراسات الفقهية والدينية في الجامع الأموي ،واستطاع إخماد الفتنة الطائفية سنة 1860 فنال إعجاب المسلمين والمسيحيين و في عام 1883 توفي الأمير عبد القاد ر بضواحي دمشق، وشُيع في موكب رسمي وشعبي مهيب ،ودفن جانب الشيخ محي الدين بن العربي في سفح جبل قاسيون .وفي احتفال رسمي وشعبي نقل رفاة الأمير عبد القادرعام 1966 من دمشق إلي الجزائر ليدفن في الأرض التي إرتوت بدماء جروحه .فرحمه الله تعالى .

» العراق - نبذة تاريخية
» من شخصيات الجزائر"الأمير عبد القادر
» الرقية الشرعية المؤثرة بصوت ناصر القطامي
» نبذة عن التلفزيون الجزائري
» نبذة عن الشهيد يحياوي أحمد