افتتحت صباح اليوم السبت، جلسات اليوم الثاني لمؤتمر دبي الدولي الرياضي السابع، بالجلسة الأولى تحت عنوان "القيم الرياضية للاعبين المحترفين"، بمشاركة 3 مدربين إيطاليين حققوا نجاحات لافتة حول العالم، وهم الإيطاليون فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الروسي، ووالتر زينجا مدرب نادي النصر الإماراتي، والبيرتو زاكيروني المدير الفني للمنتخب الياباني، وأدار الجلسة الإعلامي محمد سعدون الكواري من قناة "الجزيرة" الرياضية.
تحدث زاكيروني عن تجربته مع المنتخب الياباني قائلاً "اعتقد أنني نجحت في تجربتي مع المنتخب الياباني بفضل عقلية لاعبيها، ونحن نريد الآن الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014، ونحاول أن نثبت أن هناك مدارس أخرى للكرة بخلاف البرازيلية، وأنا سعيد بعملي مع المنتخب الياباني، ولا أواجه مشكلة في التواصل مع لاعبي اليابان، وأسعى لتحقيق نتائج إيجابية معهم".
وأضاف "اليابان تجربتي الأولى خارج بلدي، لكني سعيد ومحظوظ بما لدي من خبرة ساعدتني في عملي مع التزام اللاعبين، وأحاول أنقل تلك الخبرة إلى اللاعبين من خلال تعليمات، والكلمات أفضل طريقة لتوصيل المعلومة إلى اللاعب داخل الملعب وتتم من خلال المترجم أو المدرب المساعد الذي يساهم معي في توصيل التعليمات".
وعن اختلاف التدريب بين النادي والمنتخب، قال زاكيروني "ربما في المنتخب تكون أمامك مباراة واحدة، ولهذا يكون الضغط اكبر، عكس النادي الذي يكون عادة هناك أكثر من مباراة للتعويض، لكني لا أري فارق بين النادي فنياً، لأن طبيعة العمل واحدة في الاثنين".
فيما قال "عملي الأول في الإمارات مر عليه الآن 6 سنوات، والآن أري الأندية أكثر تنظيماً وتطبيقاً للاحتراف، وهذا يعني أن هناك تطور وشئ يتم تغييره ويتوقع أن يتطور إلى الأفضل مستقبلاً، والآن بات هناك لاعبين محترفين كبار، ولكن تبقى هناك بعض العقبات، مثل غياب اللاعبين عن التدريب الصباحي لظروف الدراسة أو العمل، وهذا لا يحوز مع الاحتراف الحقيقي، إلى جانب تعارض بعض مباريات كأس المحترفين الإماراتي، مع الأيام المحددة من قبل الاتحاد الدولي للكرة، ولهذا لابد أن يلتزم اللاعبين بمواعيد التدريبات والمباريات في أي وقت، وأن يراعي جدول المباريات مستقبلاً، لكن عموماً مقارنة بفترة عملي الأولى، هناك تطور حقيقي للمنظومة الاحترافية في الإمارات".
وعن أسرار بقاء زينجا طويلاً في الملاعب، قال الحارس الإيطالي السابق، "أنا سعيد بحياتي الاحترافية في ملاعب الكرة حتى الآن، والبقاء في الملاعب طويلاً استدعي مني، الكثير من الجهد المبذول".
ورداً على سؤال عن ضرورة سيطرة المدرب على النجوم الكبار لتحقيق النجاح في عمله، قال زينجا، "الأهم أن يؤمن اللاعبين بصرف النظر عن نجوميتهم، بما يقوله المدرب في غرفة تغيير الملابس، ويلتزموا بأدق التفاصيل التي يطلبها منهم، والمدرب الجيد يجب أن يخلق روح الجماعة في الفريق، والمهم لي عدم الضغط على اللاعبين ومطالبة اللاعبين بالاستماع والتنفيذ للتعليمات، لأني أتحدث معهم بالإنجليزية وهي ليست لغتي أو لغتهم الأولى، وبالتالي ضرورة التواصل معهم عن طريق المترجم حتى لا يحدث أي ارتباك".
كيف للمدرب أن يحافظ المدرب على قيم اللاعبين وسط قضايا الفساد شبه اليومية، ومنها ما يحدث في إيطاليا على سبيل المثال، قال زينجا "أنا أحب بلدي كثيراً، وأتمنى دائماً عن أسمع عنها أخبار جيدة، لكن قضايا الفساد موجودة في كل دول العالم تقريباً وليست قاصرة على إيطاليا فقط، وأنا دربت كثيراً والضغوط دائماً ما تكون كثيرة على المدرب واللاعبين في أي مكان حتى في الإمارات هنا، ويجب على المدرب الابتعاد باللاعبين عن تلك الأجواء".
في حين تحدث كابيللو عن العلاقة التي يجب أن تربط بين المدرب واللاعب قائلاً "لكل وظيفة مصاعبها، ولكن ما يبقى بيني وبين اللاعبين الاحترام، وهذا شئ ضروري أن يربط بين المدرب واللاعب، وأحرص دائماً على إيجاد الاحترام بيني وبين من يتعامل معي مهما كانت نجوميتهم أو طبيعة عملهم، وأهتم كثيراً بذلك وبالتأكيد على اللاعبين بضرورة الإلتزام داخل وخارج الملعب وفي التدريبات، وإذا فقد الاحترام بين اللاعب ومدربه، فلن يستطيع المدرب السيطرة على فريقه".
وعن الاختلاف بين مدرب النادي والمنتخب وما الصعوبة التي يواجهها في ضبط لاعب المنتخب في ظل الوقت القليل الذي يقضيه معهم، قال كابيللو "هناك فارق كبير بالفعل بين تدريب النادي والمنتخب، ففي النادي تري اللاعبين كل يوم ويمكن أن تقيس مدى التطور عليهم مع وجود طرق مساعدة في التدريب تساهم في التواصل اليومي مع اللاعبين، وكرة القدم رائعة لكن دائماً لابد من النتائج، وعندما تكون مدرباً للمنتخب المطلوب منك التواصل مع اللاعبين خلال أيام قليلة محددة، ومعهم تكون مدرب فقط وليس مطلوباً منك تدريبهم بصفة يومية أو زرع القيم لأنهم من المفترض أن يكونوا جاهزين عند انضمامهم للمنتخب، ولكن وضع خطة وتعليمات عليهم تنفيذها داخل أرض الملعب، وهناك أيضاً ضغوط إعلامية وجماهيرية، وعندما تكون مدربا لنادي تكون الضغوط يومية، وليس لتوقيت محدد".
ورداً حول كيفية تعامل المدرب مع اللاعبين الموهوبين أصحاب مزاج متقلب، قال "أحاول التعامل معهم بشكل خاص بعد دراستهم نفسياً، وأحاول دائماً علاج هذا من خلال التدريبات البدنية والفنية داخل النادي، ليكون تركيز اللاعب أكبر داخل الملعب، لكن مسؤولية التعامل مع هؤلاء اللاعبين تقع في المقام الأول خلال فترة تنشئتهم في المراحل السنية الصغيرة، ويجب التعرف على اللاعب في تلك المرحلة، ومحاولة علاج مزاجية اللاعب مبكراً قبل أن تتحول إلى مشكلة مستقبلاً".