تأخذ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم إلى الجزائر، كل الأبعاد الحياتية بما فيها الرياضية، حيث تطرقت الكثير من الصحف والمجلات ومنها عمود في ليبيراسيون، إلى قضية الجنسية المزدوجة، التي بقدر ما تفيد ممتلكها بقدر ما تضرّ بالبلدين وخاصة بفرنسا -حسبها-، وأعطت أمثلة عن لاعبي كرة تتلمذوا في المدارس الفرنسية وتقمصوا ألوان الديكة في الفئات الشبابية، ولكن في لحظة قطف الثمار اختاروا الألوان الجزائرية.
وطالب حزب لوبان، من الرئيس الفرنسي إيقاف ما أسماه بالمهزلة التي جعلت فرنسا تخجل -حسبه- أمام الأمم بألوانها السمراء، رغم أن المتضرر الأول من هذه القضية هي الجزائر، بدليل أن أحسن اللاعبين الفرنسيين في السنوات الأخيرة من أصول جزائرية، وغالبية الذين اختاروا اللعب مع المنتخب الجزائري، إنما فعلوا ذلك بعد أن سُدّت أبواب فرنسا في وجوههم، كما أن فرنسا استفادت من مزدوجي الجنسية في بقية الرياضات الفردية وخاصة في مجالات حياتية أخرى، في الوقت الذي مازال الصمت يخيّم على الجانب الجزائري الذي انقلب 180 درجة في السنوات الأخيرة، حيث كان يعتبر الجزائري الذي يختار اللعب لفرنسا أو التجنس بجنسيتها خائنا، كما حدث في عهد هواري بومدين، عندما لعب عمار سحنون، وهو من مواليد منطقة قرومة بوسط الجزائر، لمنتخب الديكة رغم ما تعرّض له من تهميش قبل مونديال 1978 عندما قال تقرير طبي فرنسي أنه مريض بالقلب، وحتى عندما توفي في عام 1980 وهو في صفوف نادي بوردو، كتبت الصحف العمومية الجزائرية، على أنه حركي وخائن لبلده، بينما يفتخر الجزائريون الآن بزين الدين زيدان، وبكريم بن زيمة وبسمير ناصري ويعتبرونهم جزائريين رغم أنهم يدافعون عن الراية الفرنسية ويمثلون النشيد الفرنسي.
ولاحظ الإعلام الفرنسي أن عددا من لاعبي المنتخب الجزائري من أمثال فيغولي وجبور وبوڤرة إنما تفتح لهم أوروبا أبوابها لأنهم يدخلونها على أساس أنهم فرنسيون، ولولا جنسيتهم الفرنسية ما اختصرت لهم الفرق الكبيرة الطريق، كما هو حاصل مع إسحاق بلفوضيل مهاجم وهدّاف نادي بارما، الذي ما زال يُقدّم في إيطاليا على أساس أنه فرنسي، وقال نادي بارما أن الفرنسيين الذين مروا بالنادي كلهم نجحوا، وبدا الحديث عن لاعبين أخرين ومنهم الجزائري الأصل ياسين بن زية، الذي تم توريطه رفقة شقيق غزال، رشيد غزال في سفرية إلى الأراضي المحتلة مع نادي ليون ضمن أوروبا ليغ، وتم إشراكهما سويا كاحتياطيين وصافحا لاعبين إسرائيليين، وواضح أن نادي ليون الذي ينتمي لمدينة تعج بالمهاجرين يُشرك لاعبين من أصول مغاربية في كل مواجهة تعني أي فريق صهيوني، كما حصل الموسم الكروي قبل الماضي، عندما أشرك بلفوضيل إسحاق في سفرية إلى الأراضي المحتلة من دون أن يشركه ولو كاحتياطي في نفس المباراة، وفي لقاء الصهاينة الأخير وضع النادي ولأول مرة على كرسي الاحتياط لاعبا من أصول تونسية يبلغ من العمر 17 سنة يدعى زكريا لعبيدي، من دون أن يقحمه في المواجهة.