وزير الخارجية التركي يؤكد وقوف بلاده مع الحل السلمي للأزمة في مالي
أكد وزير الشؤون الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن الزيارة التي قادته إلى الجزائر "حققت كافة الأهداف التي سطّرت"، وأعلن وقوف بلاده إلى جانب الطرح الجزائري الرامي إلى حل سلمي تفاوضي للخروج من الأزمة في شمال مالي.
وقال أوغلو، في لقاء جمعه أمس بمجموعة من الصحفيين بمقر السفارة التركية بالعاصمة، "نعتبر الجزائر بلدا شريكا ومحوريا على أكثر من صعيد، تربطنا به علاقات ضاربة في أعماق التاريخ، وهي لاعب استراتيجي في التحولات التي تشهدها المنطقة"، وأضاف "أمامنا مجالات عمل عديدة لا يمكن حصرها . الجزائر بلد كبير بمساحته، فهي تحتل المرتبة الأولى في إفريقيا والعاشرة في العالم. الجزائر بلد كبير بثرواته، وهو ما يجعلنا نعتبره شريكا مهما لنا " ، مثمنا بالمناسبة الإصلاحات التي يقوم بها الرئيس بوتفليقة.
وأوضح رئيس الدبلوماسية التركية، الذي أنهى مساء أمس زيارة رسمية للجزائر دامت يومين، أن "اقتصاد تركيا يعتبر واحدا من أكبر الاقتصاديات الناشئة في العالم، بوصول ناتجه الخام إلى 800 مليار دولار، بعد أن كان في حدود 200 مليار دولار فقط قبل عشر سنوات، وهذا يجعله في حاجة ماسة إلى الثروات الجزائرية، وفي مقدمتها الطاقة".
وأشار ضيف الجزائر في هذا الصدد إلى أنه التقى أمس وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، وتباحثا بشأن اتفاقية تزويد الغاز التي وقعت بين الجزائر وتركيا في 1988 ودخلت حيز التنفيذ في 1994، والتي تنتهي في 2014، وأكد أن البلدين يحضران لتمديد هذا الاتفاق بما يمكن من ضمان تزويد بلاده بهذا النوع من الطاقة النظيفة، لافتا إلى أن وجود يوسفي على رأس اللجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية التركية، من شأنه أن يعزز من فرص الشراكة.
وذكر المسؤول التركي أنه يكن حبا خاصا للجزائر منذ أن كان طالبا في الجامعة، وقد مكنه اختصاصه كمؤرخ، كما قال، من الغور في خصوصيات "هذه الجارة البعيدة جغرافيا، لكنها قريبة جدا من تركيا"، وهو ما دفعه إلى التأكيد على أن بلاده ستمد من جسور هذا التقارب عبر فتح المزيد من الخطوط والرحلات الجوية وتكثيف النقل البحري بين البلدين في القريب العاجل.
وبخصوص الأزمة الأمنية في منطقة الساحل، أكد داود أوغلو أنه تلقى شروحا ضافية من قبل المسؤولين الجزائريين، خلال هذه الزيارة، مشيرا إلى أن بلاده ترفض الحل الأمني لهذه الأزمة، وتصر على الحل السلمي التفاوضي، وهو الموقف الذي يتقاطع مع الموقف الجزائري.
وأكد أوغلو أن بلاده تولي أهمية بالغة لما يحدث في مالي وفي إفريقيا عموما، وقال "زرت مالي في عام 2004، وحرصت على أن أنزل ضيفا على مدينة تومبوكتو التاريخية للوقوف على تراثها الإسلامي العريق"، وتابع "قبل عشر سنوات كان عدد السفارات التركية في إفريقيا لا يتعدى 12 سفارة فقط، أما اليوم فوصل العدد إلى 35 سفارة، ونحن نعتبر أن الجزائر هي بوابة تركيا نحو إفريقيا، وهذا المنطق هو الذي يجعل من الجزائر في منظورنا دولة محورية بالنسبة للسياسة التركية"، يضيف أوغلو.