جدول بياني متعلق باحصاءات الماثر التاريخية :

جدول بياني متعلق باحصاءات الماثر التاريخية :

قائمة التلاميذ الشهداء الذين قاطعوا الدراسة

إثر إضراب 19 ماي1956 من ثانوية ابن شنب

* راهم زيان * رويس علي * نهاب علي * إمام الياس * ازمير رشيد * ازمير عبد الكريم * اسكندر عبد الحفيظ * بابا علي البشير * بلمشري محمد * بن تركية بشير * بن تركية عبد الرحمان * بن تركية محفوظ * بن تركية مصطفى * بن جاب الله محمد * بن رامول محمود * بن عمارة * بن عمر محمود *بن قرطبي عبد الرزاق * بن كادي محمد * بن مولود حسان * بواحمد محمد * * بوديسة بن يوسف بوعناني غازي * تلمساني علي * حمروش عبد القادر * حنطابلي محمد * دقداق مصطفى* راهم عبد الرزاق * زروقي محمد * زميرلين كمال * ساحلي سعيدي بوبكر * سلامة محمد * سلامي محمد * شيكر بلقاسم * شيكر جيلالي * صاري محمد * صفار جلول * عبدي عصمان * عنان محمد * فراجي محمد * قرطبي عبد السلام *قينون محمد * كلاش الهادي * كلاش يحي * ماتن عبد القادر * ماكسن اسماعيل * متيجي محمد قدور * غول بولنوار *ولد رويس عبد الرحمان

طلبة ثانوية ابن شنب الذين التحقوا بالثورة في 19 ماي1956

من إضراب19 ماي1956 بالمديــة

طلبة اختاروا الوطن فخلدهم التاريخ

يمثل تاريخ 19 ماي حدثا عظيما لتلاميذ المدرسة الجزائرية المستقلة ،إذ يبرز مدى التضحيات التي قدمها أسلافنا الطلبة في عهد الإستعمار البغيض عندما فضلوا الإستشهاد في سبيل الوطن وكرامته على مواصلة الدراسة والحصول على شهادات المستعمر التي " لاتجعل منهم جثثا مفضلة " وفقا للمقولة المشهورة التي اتخذت آنذاك شعارا للإضراب عن الدراسة من طرف الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين .

التفاف الفئة المثقفة حول ثورة شعبها:

لمعرفة الإسباب التي أدت إلى حركة 19 ماي 1956 ، يجب علينا العودة قليلا إلى ما قبل هذا التاريخ وبالضبط إلى السنوات الأولى التي عقبت إندلاع الثورة التحريرية حيث كانت الظروف العامة في ذلك الوقت تجعل من الكفاح المسلح الخيار الوحيد للحصول على الإستقلال بعد أن باءت كل المحاولات المطلبية السياسية بالفشل ، وبات من المؤكد بأن الشيء الذي أخد بالقوة لايسترد إلا بالقوة ، وفي خضم الإنتصارات المتوالية التي حققتها الثورة على المستوى الداخلي بالتنظيم المحكم على الأصعدة السياسية والعسكرية وعلى المستوى الخارجي بحصولها على الدعم المعنوي والسياسي من طرف العديد من الدول الشقيقة والصديقة ، وأمام هذا الوضع الصعب لم يكن للطلبة المنضمين تحت الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين خيارا سوى الإلتفاف حول هذا الشعب ودعم ثورته المظفرة ضد الظلم والطغيان ، وقد برهن التلاميذ في الثانويات والطلبة في الجامعة رغم قلة عدد هؤلاء في ذلك الوقت ، بقرارهم التاريخي بتوقيف الدراسة والإلتحاق بجيش التحرير الوطني بأنهم فعلا الطليعة المثقفة والواعية المرتبطة بأصالتها وشعبها ، وكان لهذا القرار الشجاع والموقف الوطني أثر سلبي بليغ في نفسية المستعمر الذي راهن على احتواء هذه الفئة المثقفة بثقافته ظاهريا ، والمتشبعة بأصالة الشعب الجزائري وحضارته العميقة .

ثانوية ابن اشنب… الوطنية قبل العمل :

ثانوية أو كوليج ابن شنب بالمدية التي كان يدرس بها عدد كبير من الطلبة الجزائريين القادمين من كل نواحي البلاد ، وخاصة من الجنوب الذي كان يفتقر لمثل هذه المؤسسات التعليمية ، عاشت حدث 19 ماي 1956 الذي صنعه تلاميذ صغارفي سنهم ، لكنهم كبار في مواقفهم وقراراتهم ، لقد كانوا فتية صغارا لم تتجاوز أعمار الكبار منهم الثامنة عشر ربيعا ، جاءوا من مدن عديدة كبجاية وتيزي وزو والجزائر والجلفة والأغواط وقصر الشلالة وغيرها لتلقي مباديء العلم والمعرفة ، لقد كانوا يعتبرون انفسهم محظوظين عندما من عليهم ذلك المستعمر الذي يزعم أنه أتى لنشر الحضارة في وسط هذا الشعب الجاهل المتخلف بمكان في مدارسه ، إلا أنه سرعان ما تبين لهم زيف هذا التحقيرية التي تجعل منهم تلاميذ من درجة ثانية أمام أبناء المعمرين ، ومن هنا بدأ الصراع لإثبات الذات فاتخذ هذا الصراع شكل التنافس في كل شيء سواء كان الدراسة للحصول على أعلى المراتب ، أو في الرياضة لتحقيق أحسن النتائج خاصة بالنسبة للمنافسات التي تجري على المستوى الوطني أو في الميادين الأخرى .

فريضة الجهاد قبل فريضة العلم :

لقد كان تلاميذ ابن شنب إذن غداة إندلاع ثورة نوفمبر 1954 يعايشون هذا الصراع الصغير الذي أبلو فيه البلاء الحسن بتفوقهم على أقرانهم المعمرين رغم كل الصعوبات التي كانوا يواجهونها من قصر وحرمان ولكن انشغالهم بالصراع الكبير الدائر بين الذي ينتمون إليه والقوة الإستعمارية الغاشمة جعلهم يفكرون بكل جدية في الدور الذي من المفروض القيام به والوطن يخوض غمار ثورة تحريرية لإزالة الإستبداد والتسلط الإستعماريين على الشعب ، في هذه الأثناء (1955) تأسسس الإتحاد العام للطلبة المسلمين بمبادرة من بعض الطلبة الجامعيين نذكر من بينهم المرحوم محمد الصديق بن يحي ، وكانت هذه فرصة لتلاميذ ثانوية ابن شنب لإنشاء فرع يسمح لهم بالنشاط العلني ، وتم بعد ذلك مع بداية سنة 1956 فتح نادي للطلبة خارج المؤسسة كان مقرا لعقد الإجتماعات وتبادل المعلومات الخاصة بتطورات الكفاح المسلح الذي كان يقوده جيش التحرير الوطني ، وكذا العمل السياسي والدبلوماسي الذي كان قائما على المستوى الدولي للتعريف بالقضية الوطنية ، وفي هذه الظروف المفعمة بالوطنية والحماس الثوري بدأت فكرة مقاطعة الدراسة والإلتحاق بالثورة تراود بعض الطلبة الذي كان على رأسهم الشهيد" كلاش يحي" الذي كان على اتصال مع كل من الشهيد سويداني بوجمعة والطالب الشهيد بن يوسف بوديسة الذي كان يدرس آنذاك في المدرسة الثعالبية بالعاصمة (ثانوية عمار رشيد حاليا) .

استبدال القلم بالبندقية

واصل الطلبة اتصالاتهم ونضالهم في السرإلى غاية إنعقاد اجتماع سيدي فرج في شهر أفريل 1956 ، الذي ضم كل ممتلي الطلبة والتلاميذ تحت لواء الإتحاد العام للطلبة الجزائريين ، وتم أثناء هذا الإجتماع الإتفاق على القيام بإضراب عام وغير محدد عن الدراسة وقد اختير فيما بعد 19 ماي 1956 تاريخا لبداية الإضراب ، نظرا لقرب موعد امتحانات نهاية السنة الدراسية، وهكذا مع حلول يوم 19 ماي 1956 ، كان الطلبة في الجامعة والتلاميذ في الثانويات على موعد مع التاريخ ، فكان الإضراب الذي سجل بأحرف من ذهب نضج الفئة المثقفة من هذا الشعب عندما أدركت بأنه حان الوقت لإستبدال القلم بالبندقية وتلبية نداء الواجب والوطن ، وابتداء من هذه اللحظة دخل تلاميذ ثانوية ابن شنب مرحلة جديدة من حياتهم النضالية حيث التحق أغلبهم بجيش وجبهة التحرير الوطني وقدموا أعز ما يملكون فداءا لهذا الوطن العزيز .

تحملنا مسؤوليات قيادية في الجيش وعمرنا لا يتجاوز العشرين سنة

ذكر السيد بشير رويس وزير الإعلام السابق الذي كان من بين أعضاء الفوج الأول الذي التحق بجيش التحرير الوطني في الجبال مباشرة بعد 19 ماي لنا قصة التحاق مجموعته بالثورة فقال " كنا مجموعة تتكون من نحو 23 فردا عندما انطلقنا من مدينة المدية واتصلنا بشخص يدعى الوزري الذي قادنا إلى زاوية الوليش قرب حمام ملوان بناحية تعرف بإسم بني ميسرة وهناك التقينا بمجموعة الطلبة القادمين من الجزائر العاصمة من بينهم الشهيد عمار رشيد الذي كان مسؤول المركز ومن بعد تم استقبالنا من طرف العربي بن مهيدي وأعمران وعلي ملاح وسليمان دهيليس ، ومباشرة بعد ذلك دخلنا في تربص مغلق تلقينا فيه على يد رجال ذوي تجربة ، دروسا في السياسة والتموين العسكري والعلاج السريع ، وبعدانتهاء هذا التربص تم توزيع المهام علينا ، بحيث عينت مع الشهيد مولود بن تركية في فرقة كومندوس علي خوجة وتقلدنا مسؤوليات قيادية في الجيش وعمرنا لا يتجاوز العشرين سنة .

شباب فضلوا الإستشهاد على الشهادة

إن التاريخ سيحتفظ لثانوية ابن شنب في ذاكرته التي لا تمحى بأنها استقبلت أطفالا فتخرجوا منها رجالا لتجعل منهم الثورة أبطالا تروي بطولاتهم على مرالزمان ، حتى يتذكر الأحياء بأن الشهدا ء مروا من هنا ذات يوم ، وتبقى تلك اللوحة التذكارية التي تحمل قائمة الـ 52 شهيدا تجسد إلى الأبد ملحمة التلاميذ الأبطال ، سقطوا كلهم في ميدان الشرف لتعيش الجزائر حرة كريمة وينعم أبناءها بنعمة الإستقلال التي حرم منها أولئك الذين فظلوا الإستشهاد على الشهادة .

19 ماي الصدمة الكبرى للإدارة الإستعمارية

والآن نعود إلى موقف السلطات الاستعمارية آنذاك في فترة الإضراب الذي زعزع أركان الإدارة الفرنسية التي لم تكن تتوقع أبدا أن يأتي ذلك الموقف من فئة كانت تظنها مثقفة بثقافتها وحاملة لأفكارها ولهذا السبب كان وقع الصدمة كبيرا في نفوس المستعمر الذي حاول منذ البداية استخدام كل الأساليب والحيل الخبيثة قصد التقليل من آثار الإضراب تارة بالترغيب وتارة بالترهيب لحمل الطلبة على العودة إلى الدراسة ، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل والدليل على ذلك ما جاء في هذه الوثيقة المؤرخة في 15 أكتوبر1957 أي بعد سنة ونصف تقريبا من تاريخ الإضراب والصادرة عن المديرية العامة للشؤون السياسية والوظيف العمومي في الحكومة العامة للجزائر ، حيث تعترف السلطات الفرنسية في هذه الوثيقة السرية الموجه للولاة بأنه " إذا اعتبرنا أن الدروس تكون قد استأنفت بشكل طبيعي في الإبتدائي والثانوي فأنه يخشى بأ، يككون الحال كذلك في التعليم الجامعي ، حيث أن الطلبة المسلمين المسجلين في جامعة الجزائر مضربون عن الدراسة والإمتحانات منذ ماي 1956 وبعد أن تلاحظ الوثيقة بأن الظروف الحالية مناسبة للشروع في أسرع وقت ممكن في حملة شاملة إتجاه المضربين لإقناعهم بالرجوع للدراسة ، تعترف ثانية " إذا تمكنا من تحقيق عودة مائة طالب أو أكثر ، سنكون قد حققنا انتصارا على الصعيد البسيكولوجي لا يستهان به في الظرف الحالي " .

وهكذا بعد أن شرحت الوثيقة الهدف المطلوب تحقيقه حددت الطرق والأساليب التي يجب اعتمادها للقيام بهذه المهمة الدقيقة والتي يجب أن يتكفل بها موظفون لهم قدرة فائقة التأثير والمراوغة قصد إقناع المضربين المترددين وذلك بإيجاد الحجج المقنعة حتى وإن تطلب ذلك تقديم بعض الإغراءات المادية كالمنح والمساعدات والغرف في الحي الجامعي وغير ذلك من الإجراءات العديدة التي كان مصيرها الفشل الذريع مشهود في تاريخ نضال الحركة الطلابية والفئة المثقفة من هذا الشعب الأبي لإثبات الذات ورفض كل أشكال التغريب والإستبداد والإستعمار التي فرضت على مجتمعنا وستبقى هذه الصفحة المشرقة من تاريخنا الحديث تنير درب الأبناء المخلصين من هذه الأمة التي يحق لها أن تعتز بتاريخها وتلقنه للجيل الصاعد حتى يكون الحصن المنيع الذي تتحطم عليه المحاولات الطامعة في تغريبه .

» جدول توقيت الجرس
» جدول تحويل الوحدات القياسية
» جدول زيادات الاجور لرتبة 12
» جدول رزنامة استقبال اساتذة الفوج لاولياء التلاميذ