رؤية شرعية لأحداث غزة

رؤية شرعية لأحداث غزة


ذكر الله تعالى فلسطين فى القرآن ونعتها بالأرض المباركة فى عدة مواضع قال تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " وقال تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم : " وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ " وقال تعالى حكاية عن سليمان : " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ " وقال تعالى حكاية عن بنى إسرائيل : وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ " والمقصود بهذه الأرض : أرض الشام ، التى منها فلسطين . وأما البركات الدنيوية فمن مظاهرها : كثرة الأنهار والأشجار والثمار والزروع فى تلك الأماكن وهى أرض الأنبياء ، وكانت الأنبياء لا تقرب القرابين إلا في بيت المقدس، وأوتيت مريم عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف في بيت المقدس، وأنبت الله تعالى عز وجل بكريم النخلة وتكلم عيسى عليه السلام في المهد صبيا في بيت المقدس ورفعه الله تعالى إلى السماء من بيت المقدس وينزل من السماء إلى الأرض في بيت المقدس، وأنزلت عليه المائدة في بيت المقدس ويغلب يأجوج ومأجوج على الأرض كلها غير مكة والمدينة وبيت المقدس يهلكهم الله في أرض المقدس، وأعطى الله تعالى البراق للنبي صلى الله عليه وسلم فحمله إلى بيت المقدس، وماتت مريم في أرض بيت المقدس، وهاجر إبراهيم عليه السلام من كوتا إلى بيت المقدس، ورفع التابوت والسكينة من أرض بيت المقدس وصلى المسلمون إلى بيت المقدس زمانا وكفل زكريا مريم ببيت المقدس ويقتل عيسى الدجال بأرض بيت المقدس وفهم الله تعالى سليمان منطق الطير في بيت المقدس وسأل سليمان ربه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده في بيت المقدس والحوت الذي للأرضين على ظهره رأسه في مطلع الشمس وذنبه في المغرب ووسطه تحت بيت المقدس ومن سره أن يمشي في روضة من رياض الجنة فليمشي في صخرة بيت المقدس ويوم القيامة ينادي من مكان قريب من صخرة بيت المقدس وقال: الأرض التي يرثها عبادي الصالحون هي بيت المقدس وقرب آدم القربان ببيت المقدس وشرد الله تعالى لداود الملك ببيت المقدس، وتقبل الله تعالى من امرأة عمران نذرها ببيت المقدس، ووهب لداود ملكه ببيت المقدس وحرة الأرض ببيت المقدس، وتخرب الأرض كلها إلا ببيت المقدس، ويحشر الله تعالى الأنبياء إلى بيت المقدس، وينفخ في الصور في بيت المقدس، وتصف الملائكة حول بيت المقدس، ويغفر الله تعالى لمن أتى بيت المقدس. وعن مقاتل قال: أن الله تعالى تكفل لمن سكن بيت المقدس بالرزق إن فاته المال، ومن مات مقيماً محتسباً في بيت المقدس فكأنما مات في السماء، ومن مات حولها فكأنما مات فيها (تاريخ بيت المقدس - (ج 1 / ص 8)
وهذه الأرض هى أرض مقدسة فهى الوحيدة التى جاء عمر بن الخطاب بنفسه من المدينة مقر الحكم ليستلم مفاتيحها فى إشارة منه إلى قدسية هذه الأرض وأهميتها وفى إشارة منه إلى كل مسلم أن هذه الأرض لا تخص أهلها فقط وإنما هى مسئولية كل مسلم . فمن قام يدافع عنها كان حقاً على كل مسلم أن ينضم إليه ويمد يد لا أقول يد العون بل أقول يد الواجب
(1) واجب الأخوة الإسلامية أقوى من أى اعتبار وارتباط
روى عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد اللّه إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يحرمه، ولا يخذله بحسب المرء من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم، وفي حديث عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوّته وحرمت غيبته (قوت القلوب - (ج 2 / ص 190)
إن الذى يجمع بين أبناء الإسلام إنما هو رباط الأخوة فلا يصح بأى حال من الأحوال أن يظلم المسلم أخاه المسلم ولايصح [ان يسلمه لعدوه ، إن الله تعالى قد حرم أن يهجر المسلم أخاه المسلم فوق ثلاث ليال : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " فهل يجوز أن يسلمه لعدوه ويقف تاركاً إخوانه لعدوهم يفعلون بهم ما يشاءون
جاء فى كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر - (ج 3 / ص 24)
وعن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما ، قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع ، ونهانا عن سبع : أمرنا بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم ، وإجابة الداعي ، وإفشاء السلام رواه البخارى
" ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته } .
روى ابن حبان : { أمر بعبد من عباد الله تعالى يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال : علام جلدتموني ؟ قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره } .
وبسند ضعيف روى أبو الشيخ ، قال الله عز وجل : { وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره ولم يفعل } .والبخاري والترمذي : { انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره ؟ قال تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره } . ومسلم : { ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة فإن كان مظلوما فلينصره } ..
عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم : " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .رواه ابن أبي الدنيا بسند حسن فهل قمنا بواجب الأخوة هل رسمنا البسمة على شفاه المتعرضين للنار ؟ هل كشفنا كربة من يتعرضون للقصف من البر والبحر والجو ؟ هل مشينا فى حاجة أخواننا ؟ هل سترنا العورات هل كنا سنداً لإخواننا ؟ إن المرء لا يكون إلا بإخوانه فهل آن الآوان لنكون إخواناً على الحقيقة لإخواننا المجاهدين أم نقول لهم كما قال بنو إسرائيل لموسى : " قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ .
إن هذه الأخوة تقضى بأن يتحرك كل منا تجاه المحراب لتعلو القلوب متوجهة إلى الله تلهج بالدعاء أن يعز الله المجاهدين
ويقتضى أن نقطع من أقواتنا لنعطى إخواننا . إن هذه الأخوة تقضى بأن نتحرك فى شرح قضيتهم وتعليمها لأبنائنا ، إن من واجبنا أن نرضع أبناءنا كراهية اليهود مع اللبن الذى يرضعونه
إن هذه الأخوة تقتضى منا أن نشارك فى كل الفاعليات التى تناصر المجاهدين حتى نقف امام الله بإجابة وحتى نعذر أمام الله ولا نخذل إخواننا أبداً ولا نسلمهم أبداً لعدوهم .
(2) الحرب بين المسلمين واليهود صراع عقائدى قديم
إن الحرب الدائرة الآن ليست بين حماس وإسرائيل . بل هى حرب بين المسلمين واليهود وهى حرب عقائدية قديمة منذ أيام النبى صلى الله عليه وسلم ولابد أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح . إنها حرب بين عقيدتين لا يمكن أن يتلاقا عقيدة التوحيد وعقيدة عزير بن الله ، عقيدة العدل أساس الملك وعقيدة أن اليهود أساس الملك ، عقيدة حب الخير للناس وعقيدة : ما ختلى يهودى بمسلم إلا حدثته نفسه بقتل المسلم ، إننا لم ولن ننسى ما قالته السيدة صفية بنت حيي بن أخطب عن صفية ابنة حيى أنها قالت كنت أحب ولد أبى إليه وإلى عمى أبى ياسر فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوا عليه ثم جاءا من العشى فسمعت عمى يقول لابي أهو هو قال نعم والله قال أتعرفه وتثبته قال نعم قال فما نفسك منه قال عداوته والله ما بقيت . لقد صدق ذلك اليهودى عداوة الإسلام ما بقى يهودى واحد
أليس هدم أكثر من اثنى عشر مسجداً دلالة على أن هذه حرب تستهدف بيوت الله ، هل ترضى يا مسلم أن يهدم بيت الله بأيد اليهود ؟ هل ترضى يا مسلم أن يقوم يهودى بقتل المصلين وجرحهم وهم يقولون الله أكبر ؟
أليس قتل العلماء الذين لا علاقة لهم بالحرب والجبهة دليلأ على أن الحرب هى حرب عقائدية ؟ أليس استهداف أستاذ علم الحديث دليل على تلك الحرب العقائدية ؟
ثم هل الجامعة الإسلامية فى غزة هى هدف عسكرى ؟ هل تحوى مجاهدين أم سلاحاً لهم ؟ إنها الحرب العقائدية إنها عداوة أولاد أخطب اليهودى
إنها والله ما قاله الله تعالى : " لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ " هل نسينا ما فعله اليهود على مدى الزمن ؟ هل نسينا ما فعله اليهود فى أنبيائهم ؟ إن أنبياءهم لم يسلموا من القتل على أيديهم فهل نسلم نحن منهم ؟ ألم يقتلوا الأنبياء ويصفوهم بابشع الأوصاف ؟ ألم يعمدوا إلى قتل نبينا ولولا الوحى لكانت خطتهم قد نجحت فى اغتيال نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ ألم يألبوا القبائل على المسلمين فى غزوة الأحزاب ؟ ألم يعلنوا بحربهم على المسلمين ؟ جاء فى عيون الأثر - (ج 1 / ص 283) " ولما أصاب الله قريشا يوم بدر جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود في سوق بنى قينقاع حين قدم المدينة فقال يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بمثل ما أصاب به قريشا قالوا له يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وانك لم تلق مثلنا وأنزل الله (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) الآية والتى بعدها.
وقال عبدالله بن صيف وعدى بن زيد والحرث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل الله على محمد غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم فأنزل الله (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون) إلى قوله (والله واسع عليم) . هل نسينا ما فعلوه أيام النبى حينما مر شاس بن قيس وكان شيخا قد عسا عظيم الكفر شديد الطعن على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاوس والخزرج يتحدثون فغاظه ما رأى من إلفتهم وجماعتهم بعد ما كان بينهم من العداوة فقال قد اجتمع ملا بنى قيلة بهذه البلاد لا والله مالنا معهم إذا اجتمعوا من قرار فأمر فتى شابا من يهود كان معهم فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم اذكر يوم بغاث وما كان فيه وأنشدهم بعض ما كانوا يتقاولون فيه من الاشعار ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا حتى تواثب رجلان على الركب أوس بن قيظى من الاوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه إن شئتم رددتها الآن جذعة وغضب الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا موعدكم الظاهرة - والظاهرة الحرة - السلاح السلاح معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم من الكفر وألف به بينكم فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فبكوا وعانق الرجال من الاوس الرجال من الخزرج ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل آن الأوان أن نحذر من تصريحات شاس الجديد ونعمد إلى ديننا ونبكى على ما قصرنا فيه نحو واجبنا لإخواننا واستجابتنا لشاس بن قيس الجديد ؟
(3) الأمل فى نصر الله حقيقة لا خيال
لابد أن نؤمن أن النصر فى النهاية من نصيب الحق ، نؤمن بكلام النبي صلى الله عليه وسلم السلسلة : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر .. وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " . رواه مسلم نحن نؤمن أن النصر ليس له شكل واحد وإنما النصر هو تحقيق الأهداف ، هو فرض الإرادة التى ستتحقق بمشيئة الله وستفرض إرادة المقاومة على إرادة العدوان وها هى الإنجازات العسكرية تحقق لحظة بعد لحظة ، ويبقى علينا أن نذكر مرة اخرى بواجبنا نحو هذه المقاومة : الدعاء فى جوف الله ووقت السحر
الجهاد المالى وأداء الواجب فيه ولا أقول التبرع
المقاطعة لبضائع اليهود من الإسرائليين والمتآمرين معهم من الأمريكان
التحرك بقضية المجاهدين وشرحها لأبنائنا ونرضعهم كراهية اليهود
المشاركة فى كل الفاعليات التى تناصر المجاهدين .
مناصرة أهل غزة ومهاتفتهم وإرسال الرسائل لهم لتقوية ظهورهم
صلاة الغائب على شهدائهم وصلاة الحاجة لمناصرتهم وقضاء حاجتهم