الذكرى السنوية الثامنة لرحيل الزعيم الخالد والقائد التاريخي أبو عمار.
ياسر عرفات رمز النضال الوطني الفلسطيني وحركة التحرر العربية والعالمية .. خاض نضالا شرسا في فلسطين وأسس الثورة الفلسطينية المعاصرة وعاش من اجل شعبه وقضايا الحرية والاستقلال مقاوما للاحتلال بكل قوة معتبرا نهج الكفاح المسلح الوسيلة الوحيدة والحتمية لتحرير فلسطين رافعا شعار ثورة حتى النصر متنقلا بين الأردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر والكويت و تونس.. وماضيا بالثورة حتى النصر والعودة والتحرير وتنقل بين الدبلوماسية والعمل السياسي والكفاح المسلح، تاركا تاريخا لا يمكن لأحد أن يسجله بصفحات أو بكلمات فهو اكبر من كل المواقف والعبارات لأنه صنع التاريخ وكتب بدمه تاريخ شعبه عبر ملحمة أسطورية عملاقة وحكاية شعب لم ولن تنتهي
تمانيت أعوام مضت على استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات, هذا الاستشهاد الذي حمل في مضامينه أنصع صور البطولة والتضحية والفداء. فمنذ ولادته و حتى استشهاده، كأن فلسطين كانت على موعد مستمر معه ومع ذاتها، فقد حمل
“ياسر” في مسيرة حياته كلها فلسطين وطنا وقضية, أملاً وهماً, حملها والتصق بها إلى درجة صار فيها الأسمين مترادفين لسنوات طويلة إن ذكرت فلسطين ذكر عرفات, وإن قلت عرفات عرف العالم أنك تعني فلسطين . فكان أول عربي في التاريخ يتشرف باستلام راية الثورة العالمية التي كانت وديعة آمنة في أيدي الثوار الفيتناميين. لقد كرس جل حياته للقضية الفلسطينية وهمومها وطاف بجميع عواصم العالم يحمل بين يده الحلم الفلسطيني طالباٌ الحرية والسلام والمساواة , فكان الفلسطيني الشامل للقضية الفلسطينية, حمل كافة خصائصها علي مستوي تجربته الإنسانية, فتجد فيه شيئ من كل نموذج, من نماذج المعاناة الفلسطينية, ففيه معاناة المواطن، و معاناة اللاجئ، كان مقدسيا وغزاويا وضفاويا, وهو من فلسطيني المنفي خاض كل هذه التجارب بشكل عميق و ليس بشكل سطحي, فأطلق روحه الثائرة بين خيام اللاجئين فاستحالت ثورة عارمة في منافي المعذبين,وتمكن بقوة بصيرته وصبره على الشدائد والمحن من بناء الثورة في الشعب وبناء الشعب في الثورة. فكان البندقية الوطنية الشريفة في كل الأيدي الشريفة بين صفوف الشعب الفلسطيني, وكان بيت اليتيم, وكرامة الشهداء والأسرى, وبوابة الباحثين عن العلوم والمعارف الإنسانية, ودواء المريض, وخبز الفقراء ,وكسوة العيد .
يا جماهير شعبنا الصامد في فلسطين والشتات/
في هذا اليوم يتوحد الشعب الفلسطيني رغم الألم والمذابح الإرهابية البشعة وما يتعرض لة شعبنا من مؤامرات للنيل من حقوقه ليحيي ذكرى رحيل قائده وزعيمه، وليؤكد تمسكه أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على وحدة شعبنا الفلسطيني وتحريم الاقتتال الداخلي وإراقة الدم، وحل خلافاتنا من خلال الحوار وعلى الطاولة وعدم الاحتكام للغة السلاح بيننا، فهذا هو نهج زعيمنا .
وفي هذه الذكرى نتطلع إلى إعادة الوحدة إلى شطري الوطن, وإنهاء الانقسام, كما كانت وحدة عرفات والياسين, فاتحادنا قوة ومنعة في وجه العدو الصهيوني ، لأننا اليوم ونحن نقف أمام بوابة الحوار والوفاق فأننا أحوج ما نكون لاستحضار الدروس العظيمة التي جسدها كل القادة العظام, أبو عمار .. والياسين والحكيم والشقاقي وحواتمه.. وغيرهم الكثير الكثير .. باعتبار مسيرتهم هي ملك للشعب الفلسطيني أجمع, وليس لهذا الفصيل أو ذاك .. وفي هذه الذكرى نؤكد على ثباتنا وصمودنا على أرضنا رغم الحصار الجائر, الذي فرضه علينا العدو الصهيوني, و الحرب التي شنها على أبناء شعبنا, و طالت البشر والحجر, كما نؤكد للجميع بتمسكنا بحقوقنا الوطنية المشروعة، حقنا في العودة, وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف. كما نعاهد روح القائد الرمز وأرواح كل الشهداء أن نبقى أمناء أوفياء لرسالة الدم والفداء والمثل التي قضوا على هديها وأن نحافظ على طهارة السلاح ووحدة الكفاح ..
المجد للشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى .. والحرية للأسرى